فنى - إذن أنت تريد أن يصل الهم إلى قرار نفسي (تقترب وإحدى يديها إلى ظهرها حيث تمسح بيدها اليمنى خده كما كانت مع كاوودال)
حنا - (منفجراً) إنك بهذه الحركة تعيدين إلى ذهني صورة ما اعتدته مع سيدك كاوودال.
(تأخذ بحالة عصبية لفافة وتشعلها)
وعلى هذه الصورة أيضاً كنت تدخنين لفافاتك معهم. إنك لا زلت تكلمينني بلغة المصنع وأسلوب العاهرات حتى كأني بين عشاقك أسمعهم وأراهم.
فنى - (تلقي اللفافة بغضب وتفركها بقدمها) ما أقساك.
حنا - كل هذه الرسائل على ما بها من صفرة القدم وتأثير الزمن. . .
فنى - (تقطع حديثه) دعني أنا أشعل النار فيها.
حنا - بعد أن أتبين ما بها (يقرأ إحداها): (ليتك يا سافو تعلمين كم أحرقت من دمي لأجري الحياة في المرمر الذي نعم بتصوير جسمك الغض. . .)
فنى - (معترضة) بالله عليك (تخطفها وتحرقها)
حنا - (يتناول كتاباً آخر) إنه شعر هذه المرة.
سافو لقد ذقت الهوى ... من مقلتيك فذقت أنسا
لكن بُعدك شفني ... وجنى علي فكيف أنسى
(متأثراً) ماذا فعلت معهم حتى تركتهم على هذه الحال.
فنى - (حزينة) ليتني أدري.
حنا - (يقرأ رسالة أخرى ورقها وردي اللون): أنا بانتظارك الليلة في دار التمثيل (تطرق فنى خجلاً. أما هو فيحرقها ولكنه يحس كأن سهماً مسموماً أصابه حين يقع بصره على تخطيط يصورها عارية)
وهذا الرسم؟ إذن كانوا يصورونك عارية (ثم يقرأ ما هو مكتوب تحته): (حبيبتي سافو. . .)
فنى (متحببة إليه) إنني ما استبقيته إلا لشهرة مصوره.
حنا - (يلقيه إليها) احتفظي به.
فنى - (ترده إليه) بل احرقه واحرق كل ما بقى معه (بحزن) كفى يا حنا وارحم ألمي