كان المضجع الوثير، الناعم، يضم مدام مارجيونسي دي ريندون في كثير من الوله والحب!. . . وكانت المطلقة الحسناء: قد فتحت عينيها على صخب وضجيج ينتهيان إليها في غرفة الاستقبال، فأصغت بقليل في الانتباه، فإذا هي تميز صوت صديقها البارونة الصغيرة دي جرانجيريه مشتبكا في نقاش حاد مع الخادمة، تلك تريد مقابلة صديقتها لأمر خطير، هام، وهذه تأبى عليها مقابلة سيدتها، وإزعاجها في مثل هذه الساعة المبكرة!. . وعندئذ تسللت من فراشها، وأخرجت رأسها اللطيف، المكلل بثروة من الذهب الخالص، وهتفت متسائلة:
- ما بك يا عزيزتي. . . . لم قدمت في مثل هذه الساعة المبكرة؟ إنها لم تبلغ التاسعة بعد؟!
وأجابت البارونة الصغيرة الشاحبة الوجه الذابلة العينين من الانفعال، المرتجفة غضباً وانزعاجاً:
- أريد أن أحدثك يا عزيزتي عن مسألة خطيرة. . . لقد وقع لي ما لا يتصوره العقل!
- تعالي يا عزيزتي. . . تعالي.
ودخلت البارونة المخدع وراء صديقتها. . وتبادلتا العناق والقبل. وعادت مارجيونسي إلى مضجعها الوثير. بينما كانت الخادمة تزيح السجف الثقيلة عن النوافذ، ليتجدد في الغرفة الهواء، ويدخل إليها النور. . . ولما انصرفت الخادمة، قالت مدام رليندون: والآن يا عزيزتي. . . هات ما عندك من حدث!
وانفجرت مدام جرانجيريه باكية. . وانهمرت من عيناها الدموع. . هذه الدموع التي لو ترقرقت في عيون المرأة لزادتها فتنة على فتنة، وحسنا على حسن!. . . ولم تمد منديلها إلى عينها لتجفف دموعها، خوفا عليهما من الاحمرار. . . وقالت:
- إن ما حدث لي يا عزيزتي فظيع. . . فظيع، لم تغمض له عيناي طول الليل. . حتى ولا دقيقة. . أتسمعين؟. . ولا دقيقة آه. . ضعي يديك هنا على قلبي. رباه! إنه يخفق