للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويضطرب! وأخذت يد صديقتها، ووضعتها على موضع القلب من صدرها هذا الصدر الجميل، الذي يفتن ويغرى. . ولكن قلبها الآن، كان حقا شديد الاضطراب والخفقان. ثم قالت

- حدث ذلك نهار الأمس. . . كانت الساعة الرابعة. . . أو النصف بعد الرابعة، لا أتذكر تماما. أنت تعرفين منزلي، وتعرفين غرفة الاستقبال منه، حيث تعودت أن أجلس، وانفرج بمراقبة الناس. وهم يروحون ويجيئون في شارع لازار. وبالأمس كنت أجلس في الفراندة على كرسي منخفض، وكانت النافذة مفتوحة، وأنا خالية البال من كل ما يشغل البال، ويبلبل الخاطر، أوه. . لعلك تذكرين كم كان جو الأمس لطيفا، والمناخ معتدلا.

وفجأة، رأيت امرأة ترتكز على مرفقيها، في نافذة البيت المقابل. . . وكانت ترتدي المايوه. . لباس البحر الجذاب.

لم يسبق لي أن رأيت هذه المرأة ذات الثوب الأحمر الخليع. ولكنني عرفتها جيداً لأول نظرة. كانت امرأة من ذلك الصنف الذي يتجر بنفسه!!

ووجدت نفسي أتابع حركاتها. كانت تنظر إلى الرجال، والرجال يبادلونها النظرات، وكانت تدعوهم إليها: ألا تشرفنا يا سنيور؟ فكان بعضهم يرد عليها: متأسف. . . الوقت ضيق!

- في فرصة أخرى.

- لا. . . ليس الآن

وكان بعضهم يردعها، ويعنفها: اخسئي. . . . حقيرة!

لو تستطيعين يا عزيزتي، أن تتصوري، كم كان عملها هذا مثيرا للضحك! وفجأة رأيتها تغلق النافذة. . . لقد وقع في صنارتها واحد من المغفلين!. . . ووجدت لذة كبيرة في مراقبة هذه المرأة الوضعية، وهي تقوم بعملها العجيب! وأحسست برغبة ملحة تدفعني لتقليدها. . . أتكون هذه الحمقاء، أقدر مني على اجتذاب الرجال؟. . . هيهات!!

وقلدت حركاتها، وغمزاتها، وإذا أنا أوديها أحسن منها بكثير. . . وعندئذ اتخذت مكاني من النافذة.

وانتصرت عليها. . . وجذبت نحو كل الرجال من كل صنف، بعضهم أجمل من زوجي. . . بل أجمل من زوجك. . . أقصد آخر أزواجك. . إيه يا عزيزتي. . . نحن النساء لنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>