للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعض عقول القردة المقلدة. . . هكذا قال لي أحد العارفين بالنفس. . . ألا نحب تقليد بعضنا بعضاً؟!

قلت لنفسي: لأجرب مرة واحدة. . . لمجرد التغيير. . . ترى، ما الذي سيحدث لي؟. . . لا شئ على كل حال. . . وسأنساها!

وبحثت عن رجل. . . رجل جميل. . . . أجمل من كل الرجال. وفجأة رأيت النموذج الكامل للرجل الذي أردته.

رشقته بنظرة ساحرة، وابتسمت له بطريقة خاصة، ففهم إشارتي، وإذا هو يتجه نحو الباب الكبير!!

وجننت. . . وتملكني خوف شديد، فإذا هو يتحدث مع الخادم يوسف. . يوسف المخلص لزوجي، فسيظن أنني على صلة بهذا الرجل من قبل!. . ماذا أستطيع أن أفعل يا عزيزتي. . . ماذا أفعل إذا طرق الباب؟

فكرت في أن أقابله بنفسي، وأخبره بأنه مخطئ، وأرجوه أن ينصرف. . . لعله يعطف على امرأة. . . ضعيفة، مسكينة:

وذهبت إليه أقول:

- انصرف بربك يا سنيور. . . أنصرف من هنا. . . أنت مخطئ يا سنيور. . . . أشفق علي يا سيدي!

- صباح الخير يا آنسة. . . لم كل هذا الدلال؟. . . فلست اجهل قصصكن. . . ستقولين إنك زوجة لرجل غيور وإنك معي لفي خطر شديد، وستطبين أربعين فرنكاً بدلا من عشرين. . ولكن لا بأس. . . سأدفعها لك، إذا أفسحت لي الطريق.

ولكنه لم ينتظر جوابي. . . بل دفعني إلى غرفة الاستقبال، وظل يتفحصها في دهشة، وقال:

- ما أجمل هذه الغرفة. . . لا شك أنك موفقة في عملك، وتكسبين كثيراً، وتوسلت إليه

- أرجو يا سنيور، تفضل بالانصراف. . أن زوجي سيكون هنا بعد دقائق. . . أقسم لك انك مخطئ.

فأجابني في برود شديد:

<<  <  ج:
ص:  >  >>