شهدت هذه الفترة عدة حوادث هامة: ففيها واصل الإنجليز عدوانهم على العزل من المصريين وزادوا فاعتدوا بالقبض والاعتقال على ضباط البوليس المصري بمنطقة القنال، وكذلك اعتدوا على رجال التعليم العائدين إلى أعمالهم بمنطقة القناة، فاعتقلوا بعض الأساتذة دون مبرر ثم أفرجوا عنهم والقوهم في الصحراء ليلا!! وكذلك تكون المدنية ويكون احترام الإنجليز للحرية!!
وفيها أيضاً اعتدى الإنجليز على رجال القضاء المصري الكرام وهم في طريقهم إلى عملهم بمنطقة القناة والعريش!! ثم عمدوا إلى تسخير العمال بالقوة. وبدأت كتائب التحرير المصري نشاطها وعمدت (الفرق الخفية) إلى تجريد الجند البريطانيين من سلاحهم وهو عمل يدل على شجاعة المصري التي لا تحتاج إلى دليل، ودب الذعر في صفوف الإنجليز إذ بلغت حوادث خطف الأسلحة نحو ٢٠ حادثة واتهموا رجال البوليس المصري بالتقصير في منع هذه الحوادث، وهدد القائد العام للقوات البريطانية الجنرال أرسكين بإعلان الأحكام العرفية في منطقة القنال وتعيين حاكم عسكري لها. وهكذا وقف الرجل المسلح، يخشى عدوان الرجل الأعزل إن الحق هو الذي أعطي الأعزل قوته، وهو الذي نزع من الرجل المسلح سطوته وهيبته. إن الحق منتصر، وإن مصر لا تطلب إلا حريتها ووحدة الوادي، وهي بالغة إن شاء الله ما تصبو إليه
وتشرشل أيضا:
في ٢٥ أكتوبر ١٩٥١ أجريت الانتخابات البريطانية وفاز حزب المحافظين وتولى رئيسه ونستَون تشرشل الحكم. ولم تكن مصر تهتم كبيرا بنتائج الانتخابات لأنها تعرف أن الإنجليز هم الإنجليز، سواء كان تشرشل يرأس حكومتهم أم كان أتلي؛ فالسياسة البريطانية لا تتغير بتغير الوزراء، وإنجلترا هي العدو الأول لمصر لأنها تحتل أراضيها بالقوة، وتمنع وحدة الوادي وتقف سدا حائلا بين سكان الشمال وسكان الجنوب، ألا ساء ما تفعل!