للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أسرع ذهاب بالفقر، وأسرع ذهاب بالآلام. أنه ليجتث الآلام من أصولها، باجتثاث أسبابها، وعنده أن الوقاية خير من العلاج

وسبب خامس لمناصرة العلم، ذلك أنه لأسباب خارجة عن العلم، لا يزال الناس يأكل بعضهم بعضا، ويأكلونهم بالعلم، ولا أحسب أن أحدا من الشرق العربي يحب أن يؤكل، والعلم يمنعك من أن تأكلك الذئاب

لقد كدت أحس بشيء من في تعديد ما للعلم من منافع، ومن أسباب مناصرته. ذلك أن بعض السفه تعداد البدائه

والفكر العربي مناصر في كل ما ذكر من هذه الحقول المادية. وهو مناصر له في سائر الحقول، فعلى العلم وعلى نتائجه يجب أن تتأسس معاني الحياة، وعقائد الحياة وما بعد الحياة. إن العلم وحدة لا تتجزأ

وقد نضيق بالعلم وبنتائج العلم، فنطلب الترويح في غيبته، ونطالب للرفه بنفيه وإبعاده. وقديما نفي الناس العقول بالشراب ليتروحوا، ولكن إلى حين، يعودون بعده إلى ممارسة الحياة على العقل الواعي وعلى القلب الصاحي

ونحن نناصر العلم ونعلم أن من الناس من خلطوا بين أشياء أثبتها العلم فهي حقائق، وأشياء خالها العلم فهي ظنون، وأشياء لم يمسها العلم لا بالظن ولا باليقين، فهي من خلق أصحابها

ونحن نناصر العلم ونعلم قصوره وقصور أداته. إن أداة العلم لا تزال الوزن والقياس، ولكن قوماً يريدون أن يقحموه غصباً فيما لا يوزن ولا يقاس؛ لا طلبا لشيء قد يكون وقد لا يكون، ولكن إثباتا لشيء هو في أذهانهم كائن قائم وقد يكون قائما، وقد يكون كائنا، ولكن ليس هو مما يستطيع العلم أن يسير إليه بأداته الحاضرة

فهذا هو العلم، أظهره صفة من صفات المدنية الحاضرة

للكلام صلة

أحمد زكي

<<  <  ج:
ص:  >  >>