للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أعيان القرن الرابع عشر]

للعلامة المغفور له أحمد باشا تيمور

سلطان باشا

هو محمد باشا بن سلطان بن أحمد، من قرية بالصعيد تسمى زاوية الأموات، بالجانب الشرقي من النيل، تجاه منية ابن الخصيب. ولد بها في سنة ١٢٤٠ أو إحدى وأربعين. ورباه أبوه فسلمه لمعلم للقرآن بالقرية علمه القراءة والكتابة، وحفظه ما تيسر من القرآن الشريف. ولما بلغ أشده تركه أبوه ينظر في أمور القرية المذكورة، إلى أن نقل حسن باشا الشريعي من نظارة قسم قلوصنا، في ولاية محمد سعيد باشا على مصر، فسأله الوالي عمن يقيمه بدله على القسم المذكور فذكر له المترجم، وأثنى عليه، وضمن كفايته، فأقيم ناظراً لهذا القسم مدة ثلاث سنوات. ثم جعله سعيد باشا وكيلاً لمديرية بني سويف، وبعد سنتين جعله مديراً لها، فبقي فيها إلى أن توفي سعيد باشا، وتولى ابن أخيه إسماعيل باشا، فنقل المترجم مديراً للغربية فمكث بها نحو سنة، ثم أمر بنقله مديراً لأسيوط فأقام بها نحو سنتين، ثم جعله وكيلا لإدارة تفتيش الوجه القبلي ثم أحال عليه النظر في ضياعه التي بالصعيد المسماة بالجفالك، ثم جعله مفتشاً على مديريات الوجه القبلي، وانحرف عنه في أثناء ذلك عكوش باشا، وشاهين باشا، وعظمت الوحشة بينه وبينهما فوجد حاسدوه فرصة للإيقاع به، نظراً لمكانة الرجلين عند الخديو فسعوا به عنده، ووشوا له بأمور عنه كان يكرهها.

صداقته لتوفيق باشا

فغضب عليه وأمر بسفره إلى السودان رئيساً لمجلس الخرطوم وهو في الحقيقة نفي على جاري عادة ولاة مصر، إذا غضبوا على أحد نفوه إلى السودان في صورة تنصيبه بأحد المناصب. فصدع المترجم بالأمر وسافر، ولكنه لما وصل بني سويف وصله أمر الخديو بالرجوع بسبب تداخل ولي العهد محمد توفيق باشا وسعيه بالشفاعة له لدى والده لأنه كان يحبه. فرجع من الطريق وقصد قريته زاوية الأموات فمكث بها عدة شهور، ثم أذن له بالإقامة في القاهرة فأقام بها في داره المعروفة بجهة الإسماعيلية مدة إلى أن جعله الخديو

<<  <  ج:
ص:  >  >>