للأستاذ عبد الله فكري أباظة. رئيس اللجنة التنفيذية
بنى وطني!
عزم ثابت لا ونية فيه، وحزم نافذ لا رجعة فيه لرأي بعد إقراره. ذلك حال الشباب الذي أخذ على نفسه أن يحيي للوطن عيدا يقيم فيه مهرجانا، يخرج منه موكب، يجمع صناعاتنا المصرية لتستلهموا من رؤيتها العبر. فبلادنا اليوم في عسر شديد. . خرج بها اليأس عن أن يجد بنوها حتى من الدمع عزاء. . ولا من نضال الحياة جزاء. . إلا أن الله القدير جعل لكل عسر يسراً. ولكل ضيق سهلا، وخلق العزائم على قدر المصاعب. سينطلق في أيام العيد الثلاث حضرات المتطوعات والمتطوعين من أبناء مصر يحملون ما تيسر حمله من صناعة بلادهم، يدعون إليها ويفاخرون بها، فيدلونكم بذلك على تجارة تنجيكم من عذاب أليم. . وسيوزعون عليكم دليلا إحصائيا يحوي أسماء المتاجر والمصانع الوطنية، يكون بين أيديكم هدى ومنارا، وقد أخذت صناعة مصر وتجارتها تحبو تبتغي النهوض بعد أن طال بها الرقاد لتستعيد سيرتها الأولى. أيها المصريون:
قد اجتمع لوطنكم من الخيرات ما تستحقون من أجله الغبطة والحسد. ولكن الأزمة تحيط بكم والضيق يكتنفكم والفافة تتمشى في بيوتكم، ولا يفوتكم أن الصناعة والتجارة في دورها الاول يهددها البلاء ويرقبها الفناء. إن لم تجد من العون والتعضيد ما يزيدها أملا على النهوض ويبعث إلى روحها القوة والرجاء.
إن يوم العيد بمثابة الناقوس يعلن المخلصين ببدء الجهاد الاقتصادي، ليقبلوا على صناعة البلاد ومنتجاتها، مستعذبين مستمرئين كل جهد وعناء. أيها المواطنون: إن مضمار الوطنية يوم العيد. ومن بعده سباق، فاصبروا في ميدان المصرية صبرا جميلا، واعملوا عملا حثيثا، فيوم العيد يراه القانطون بعيدا، ويراه المؤمنون المثابرون قريبا. .