للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

فرقة المسرح المصري الحديث

في روايتي (كسبنا البريمو) و (طبيب رغم أنفه)

للأستاذ علي متولي صلاح

بدأت فرقة (المسرح المصري الحديث) موسمها الثاني بدار الأوبرا الملكية بتقديم مسرحيتين معا في ليلة واحدة، لأن واحدة منهما منفردة تقصر عن الوفاء بالليلة كلها، أولاهما (كسبنا البريمو) للسيدة الفاضلة صوفي عبد الله، وأخراهما (طبيب رغم انفه) لموليير

ونستطيع أن نلخص الأولى - في كلمات قصار - بأن عاملا أصيب بكسر في ذراعه اليمنى وهو يقوم بعمل إنساني نبيل، فأقعده ذلك عن العمل، وضاقت به الحال حتى اضطر إلى أن يبيع أوراق (اليانصيب) في الطرقات، وهو عمل لا يكاد يخلف عليه من الرزق ما يمسك أوده وأود زوجته وابنته. . وأخذت حياتهم تنحدر من سيئ إلى أسوء، وكانت الزوجة حاملا في شهرها السادس فراودت نفسها

- تحت تأثير ضرورات العيش الملحة القاسية - أن تجهض نفسها (كذا!!) وتتخلص من هذا العبء الجديد! ولكن الأمر لم ينته إلى ذلك، بل تحول إلى بيع الزوجة جنينها لقوم أثرياء ابتلاهم الله بالعقم، وهم يلتمسون الولد التماسا ليورثوه ما يملكون من مال وعقار. . ولكن ظرفا لم يكن منتظرا غير مجرى هذا التحول وأنقذ الوالدة والجنين وجلب لهم كذلك مبلغا طيبا من المال من حيث لا يحتسبون! وهكذا انتهت المسرحية. .

والموضوع - كما يرى القارئ - ضحل قريب المتناول، والافتعال يسري في جميع الحوادث، ولولاه ما نهضت حادثة واحدة من حوادث المسرحية كلها، ولانهارت عند أول مواقفها! وليس في الأمر موضوع ولا عقدة، وأغلب الظن أن المؤلفة الفاضلة لا تهدف إلا إلى أن تخاطب أعنف الغرائز في الإنسان، وأن تعرض عليه مجموعة من البشاعات التي يرتاح بعض ذوي العقول البسيطة لرؤيتها، وأن تمتع نظره

- لا عقله وقلبه - بمشاهد متتابعة من الفاقة والحرمان وضيق الحال وما إليها. وأنا أقول

<<  <  ج:
ص:  >  >>