للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(المشاهد) وأنا أعني ما أقول، فليست هذه المسرحية - في الحق - إلا مجموعة من هذه المشاهد العنيفة الصارخة (ميلودراما) لا تحمل في طياتها شيئا غير صورها الظاهرية، فإذا انتهت هذه الصور انتهت معها كل عاطفة، وسكنت في المشاهدين كل ثائرة، وأصبحت المسرحية - بعد دقائق معدودة من شهودها - في ذمة التاريخ

هذا - إلى أن الرواية ملأ بعيوب يحسن بالمؤلفة الفاضلة أن تعنى بتلافيها، وأن تأخذ نفسها بكثير من الجد والصرامة حتى تخلص منها، فهي لم تستطيع أن تبث الحياة النابضة في شخصية واحدة من شخصياتها، اللهم إلا شخصية (الداية)، ولم نرى في العواطف المبذولة أمامنا تحولا أو تغيرا، وإنما هي صور متكررة متماثلة تقريبا، واضحة التفكك والتفرق، وبعض النكات التي أوردتها فيها انحراف ونبو عن الذوق يجمل ألا يعرض على الناس، كقولها للضابط الذي يسأل عن دورة المياه إنها (في وش حضرتك)! فهذا كلام لا يقال على خشبة المسرح التي يجب أن تكرم وتصان عن هذا الدرك الأسفل من المزاج. . أما الافتعال فقد سبق أن قلت إنه أساس هذه المسرحية، ويبدو هذا بأجل صورة من الخاتمة فهي افتعالات يجر بعضها بعضا، كاستدعاء البوليس لمجرد تأوه الزوجة الحامل! وتصادف حضور الطبيب بعد ذلك بدعوة من هذا البوليس! ثم تصادف حضور المرأة الثرية التي اشترت الجنين والطبيب موجود، فإذا به أبن أخي زوجها وأحد الذين تريد أن تحجب الميراث عنهم!! وهكذا تجد سلسلة عجيبة من الافتعالات التي تزهق روح المشاهد!!

ونصيحتي للسيدة الفاضلة أن تؤجل الكتابة للمسرح بضع سنوات تدرس فيها هذا الفن، وأن تعلم أن الأمر في المسرح ليس كالأمر في الأقصوصة القصيرة التي تنشر الكثير منها على الناس، وأن المسرح عسر لا يسر

وأما الرواية الثانية فهي رواية ذلك الرجل الذي أكرهته الظروف على أن يكون طبيبا رغم أنفه فكان؟ وعرضت عليه فتاة اعتقد أهلها أنها أصيبت بالبكم ليحل عقدة لسانها، فعرف السر الخلفي في هذا البكم، وأدرك أن الفتاة تدعيه تخلصا من زيجة يريد أهلها أن يكرهوها عليها وهي تعشق فتى آخر! فانحلت العقدة من لسانها ونهض الرجل قاطع الأخشاب بما لم ينهض به نطس الأطباء، وانتهى الأمر بانطلاق لسانها وبزواجها من عشيقها معا!!

وهي رواية ذات فصل واحد، إلا أنها في الذروة من كمال التأليف وحسن العرض وحبكة

<<  <  ج:
ص:  >  >>