للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الموضوع وجمال النكات وعفتها وعدم ابتذالها، إلا أنهم أرادوا أن يصبغوا بعض هذه النكات بالصبغة المحلية فأوردوا الكلمة المشهورة (موت يا حمار لما يجيك العليق) فكانت وسط نكات موليير كالرقعة في الثوب الجميل الصقيل!! وأنا أسوق هذه على سبيل المثال، فقد ورد سواها ولكنه كان أخف وقعا من هذه الصخرة العاتية!

هذا - وقد نهض بإخراج هاتين الروايتين شاب مرموق كان باكورة ما قدمت لنا فرقة المسرح المصري الحديث من المخرجين، بعد أن غمرتنا بالممثلين والممثلات ممن ثبتوا على خشبة المسرح ثباتاً لا يرجى بعد اليوم له تزعزع أو انهيار، وقام بالإخراج قياماً نحمده له كثيرا، وإن كنت آخذ عليه أنه لم يحسن اختيار الأثاث في (طبيب رغم أنفه) فقد جاءنا بما لم يكن في هذا العصر من أثاث، وأورد من الكراسي والستائر ما لا يتفق مع ما كان قائماً في عصر لويس الرابع عشر، وعلى كل فأنا أرجو لهذا المخرج الشاب أن يمضي قدماً في فنه، وأهنئ الفرقة بهذه الباكورة الطيبة من شبابها المتوثب الناهض

أما الممثلون فقد بلغ بعضهم منزلة لم يبلغها - بعد - السابقون الأولون من رجال المسرح، فقد كان عبد الغني قمر (الطبيب) - مثلا - يمضي على المسرح في خفة ورشاقة، ويؤدي دوره في صورة طبيعية حاذقة فاهمة، كأنما هو يقرأ من كتاب مفتوح داخل جدران أربعة لا يراه فيها إنسان!! الحق أن الأستاذ عبد الغني قمر جدير في قيامه بدور هذا الطبيب بالإعجاب الذي لا حد له، وقد أغفلت الثناء على الآخرين لأني سأختار من كل رواية ممثلها الأكثر براعة وخفة وفهماً لدوره، على أن يكون واحداً فرداً في كل رواية دون نظر إلى نفس الدور الذي يقوم به كبر أم صغر، وقل أم كثر. . وقد نظرت إلى ذلك الواحد في هاتين الروايتين فكان (عبد الغني قمر). . .

علي متولي صلاح

<<  <  ج:
ص:  >  >>