كان هذا الضعيف إذا وجد في مكتوباته أو منسوخاته في (الرسالة) الغراء تطبيعاً بادر إلى إصلاحه، ثم هجر طريقته هذه، وفوض أمره إلى الله (تعالى) متكلاً عليه، وعلى الظن الكريم الحسن لقراء (الرسالة) بخادم قرآنهم ولغتهم. فمثل التطبيع في (آمالي الإمام القالي) و (المسيح بن مريم) في كلمة (لا غير) في (الرسالة) ٦٩١ - يروح في سبيل التفويض بيد أن (الثقاة) بهذه الهاء أو التاء المقصرة التي تبدو بهذه الصورة المنكرة في كل جريدة ومجلة - يدعو تطبيعها في كلمة (لا غير) إلى غير التفويض والاتكال إشفاقاً من أن يضعف ذلك الظن الحسن أو يزول إن لم يكن قد ضعف أو زال. . .
وإذا كنت لم أصل بعد في (علم العربية) إلى درجة التلاميذ لتلاميذ الأمام ابن خالويه فإني أقدر - بحول الله - أن أفرق بين المكسر والصحيح فلا أجمع (الثقة) إلا على (الثقات) ذات التاء المطولة، ولا أحسبها مثل (القضاة والدعاة والرعاة والسعاة والبغاة والشراة والأباة والرماة) ف (الثقاة) جمع صحيح سالم، وهنا الجمع المكسر حين تجمع به.
في اللسان:(ورجل ثقة وكذلك الاثنان والجميع، وقد يجمع على ثقات، ويقال: فلان ثقة وهي ثقة وهم ثقة، ويجمع ثقات في جماعة الرجال والنساء) ومثله في مستدرك التاج.
وقد استوى في الثقة المذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع لأنه في الأصل مصدره في المصباح المنير:(وهو وهي وهم وهن ثقة لأنه مصدر، وقد يجمع في الذكور والإناث فيقال: ثقات كما قيل: عدات).
وأول من نبه على ذلك الخطأ هو العلامة اللغوي الكبير الشيخ إبراهيم اليازجي في مجلته الضياء في سنة من سنيها لا أتذكرها اليوم، ولا أتذكر رقم الصفحة فيها، ثم أغار على نقد الشيخ مغير، أعزو الفضل إلى صاحبه لن يضع من عازاه ولن يضير.
ذكرني بالإمام ابن خالويه هذا الخبر:
(جاء رجل إلى ابن خالويه وقال: أريد أن تعلم من العربية ما أقيم به لساني. فقال: أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو فما تعلمت ما أقيم به لساني)