ولد (ميلان بوجلج) سنة ١٨٨٣ في مدينة ستيريا على الحدود
بين سويسرا وبين الجانب الجنوبي الغربي من النمسا، وكان
أبوه مدرساً في قرية. وبدأ (ميلان) ينظم الشعر وهو طالب.
ثم اشتهرت كتاباته النثرية حتى أصبح من كتاب لغته
المعدودين. وهو من أنصار المذهب الواقعي وفيه فكاهة قوية،
وله مجموعات قصصية كثيرة. وقد تولى إدارة المسرح
الملكي في يوغسلافيا في وقت ما.
كان كاتب العمدة جالساً إلى مكتبه وهو شاب طويل القامة نحيل، وكان على أذنه قلم وفي يده قلم آخر يكتب به في سكون على ورقة أميرية
وكان يجلس في ركن الحجرة رجل من السوقة تبدو عليه علائم التشرد والشر وهو غريب عن القرية، وكان قد دخلها بغير مبرر ظاهر منكراً اسمه ومسقط رأسه
دخل العمدة وظل واقفاً عند الباب حتى تنبه الكاتب إلى وجوده فحياه، فاقترب العمدة من المكتب ونظر إلى الورقة وقال ويداه في جيبه: ما الذي تكتبه في هذا الصباح؟
قال الكاتب: لقد استدعيت هذا المتشرد وأجلسته بجانب الموقد وبدأت أكتب تقريراً عن صفاته الجثمانية لأرسله إلى المركز
ثم لمس الكاتب جبينه واستأنف الكتابة، ومشى العمدة نحو المتشرد البائس فتأمل ثيابه الخلقة وقدميه الحافيتين وعينيه الرماديتين الدائمتي الاختلاج وصاح به:(ما الذي جاء بك إلى هنا أيها المتشرد؟ هل سقطت علينا من السماء؟ قل الحق من أين جئت وإلى أين تريد الذهاب؟)