إني قرأت في رسالتكم الواحدة والستين كلمة ندت من الأستاذ كرم ملحم كرم، وهو يتحدث عن (أدب اليوم) صغيرة في ذاتها، ولكن فيها طبيعة كطبيعة (الديناميت) لا يمس شيئاً إلا جعله يباباً، فأكبرتها، وأعددت فصلا طويلا في الرد عليها، ثم بدا لي فقلت: لعل الأستاذ كرم، لا يعني هذا الذي يفهم من كلمته، ولعله إذا نبه إليها نظر فيها ثم رجع عنها، فكفى الله المؤمنين القتال، وعهدنا بالأستاذ أنه ذكي متأن، وكاتب مفكر، فطويت فصلي وبعثت بهذه الكلمة إليكم راجياً منكم أن تنشروها وتسألوه الجواب عنها:
ماذا يعني الأستاذ كرم بقوله، وهو يتحدث عن روايات فولتير وروسو ولامارتين وهوغو:(والدين نفسه يقوم على الروايات، فما هو كتاب التوراة، وما هو الانجيل، وما هو القرآن؟ أليس للرواية من هذه الكتب أكبر نصيب؟) اهـ.
هل يعني دين التوراة والإنجيل فقط، فلا ننازعه ولا يكون لنا أن ننازعه وهو صاحب الدار وأدرى بما فيها، أم يعنى دين القرآن؟
وهل يعني أن القرآن رواية كروايات روسو ولا مارتين؟ وان ما فيه من عبرة التاريخ الصحيح، هو ملهاة الرواية الباطلة؟
هذا ما أرجو أن تتفضلوا بسؤال الأستاذ عنه، وأن يتفضل بأيضاًحه.