للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

مصر ولغة الضاد

كتب الأمير الجليل (مصطفى الشهابي) وزير معارف سوريا سابقاً مقالاً قيما في عدد أبريل من (المقتطف) الأغر عنوانه (مصر ولغة الضاد). والمقال في مجموعه محاولة طيبة كريمة لإعزاز اللغة العربية. واقتراحات عملية للنهوض بها حتى لا تتخلف عن عصر بلغ التقدم العلمي فيه مبلغاً يقتضي بذل جهد كبير لجعل اللغة العربية مسايرة للنهضة العالمية الحديثة وما يجدُّ من النهضات

وفي المقال عتب على المصريين (لأن الوسائل المادية والمعنوية التي تيسرت لهم تمكنهم من النهوض بأضعاف الأعمال التي نهضوا بها حتى الآن في موضوع اللغة العربية) و (لهذا فالعالم العربي مهما يشكر لهم خدمة لسان الآباء والأجداد، فهو يراهم مقصرين في الخدمة)

وهذا العتاب الكريم هو عتاب الأخ الودود، لا عتاب الخصم اللدود، وعتاب التمني لا عتاب التجني. لهذا استحق هذا المقال المخلص من أمير عربي كريم أن نقف منه وقفة قصيرة على صفحات (الرسالة) الغراء. واختيار (الرسالة) لسببين: أما الأول فلأن سموّ الأمير أشار إليها في مقاله لما قرأه في العدد (٣٤٦) منها من أن في نية الحكومة المصرية تعزيز المجمع بنحو عشرة أعضاء مصريين ينتخبون من كبار المشتغلين بالبحوث العلمية. وأما الثاني فلأنني رغبت أن أهيئ لمن لم يطلع على مقال الأمير في المقتطف فرصة في (الرسالة) حتى يعرف رأي أمير عربي في نصيب مصر من خدمة اللسان العربي، وما ينتظر منهم لإتمام الصنيعة، لو كان في حفظ تراث الآباء والجدود ما يصح أن يسمى صنيعة

والأمير لا ينكر على بعض الأدباء المصريين اعتدادهم بما أتاهم الله من فضل في الأدب. ولا ينكر على بعضهم أنه غلا في التمادح وأفرط في التباهي، (فمصر جديرة بأن تكون مباءة الأدب، وخليقة بأن تكون قلب بلاد العرب). وإذا كان هذا رأي الأمير في مصر، فنحن يسرنا - لا على سبيل تبادل المدائح - أن نقرر أن البلاد العربية كلها تحمل قسطها من النهضة بقدر. ولا ننسى هؤلاء المجاهدين في الأميركيتين،

<<  <  ج:
ص:  >  >>