للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٦ - تفسير الأحلام:]

للعلامة سجموند فرويد

سلسلة محاضرات ألقاها في فيينا

للأستاذ محمد جمال الدين حسن

الرقابة في الأحلام:

وهناك طريقة ثالثة تستخدمها الرقابة في الأحلام لا يوجد لها مثيل في حالة الرقابة الصحفية. ولكني أستطيع أن أوضح لكم هذه الطريقة بالرجوع إلى الحلم الوحيد الذي استطعنا أن نحلله إلى الآن وهو الحلم الذي يدور حول (الثلاث تذاكر التي ثمنها فلورن ونصف). رأينا أن المحتوى الباطن لهذا الحلم تبرز فيه صفة (التسرع والتبكير). وقد كان معناه: (لقد كان من الحماقة إني تزوجت (مبكراً)، كما كان من الحماقة أن تحجز المقاعد (مقدما) وكما كان من الحماقة أيضا أن (تتسرع) أخت زوجي بإضاعة نقودها كلها على قطعة من الحلي). ولكن هذه الصفة الرئيسية لم يبد لها اثر مطلقاً في المحتوى الظاهر، وإنما كان الحلم كله مركزا في الذهاب إلى المسرح واخذ التذاكر. وقد كان لإزاحة هذا التركيز وإعادة ترتيب العناصر من جديد أثره في انعدام الشبه بين المحتوى الظاهر والمحتوى الباطن للحلم بحيث لا يتسنى لأحد أن يشك مطلقاً في تستر أحدهما وراء الآخر. وهذه (الإزاحة) تعتبر من أهم الوسائل التي يستخدمها التحريف، وهي السبب الذي يضفي على الحلم هذه الهالة من الغرابة التي تجعل الحالم نفسه يتردد في الاعتراف به على أنه إحدى بنات أفكاره.

وعلى هذا فالحذف والتحوير وإعادة ترتيب العناصر، هذه كلها هي الأساليب التي تتخذها الرقابة في الأحلام وهي الوسائل التي تستخدم في التحريف. والرقابة نفسها هي المولد أو هي أحد المولدات التي ينشأ عنها التحريف. أما التحوير والتغيير في الأوضاع فتدخل عادة تحت عنوان (الإزاحة).

ولننظر الآن إلى الرقابة في الأحلام من الوجهة الديناميكية بعد أن ألممنا ببعض الملحوظات عن أوجه النشاط فيه. لعلكم لا يشط بكم الخيال فتصورون الرقيب لأنفسكم

<<  <  ج:
ص:  >  >>