للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[سياسة التعليم. .]

للأستاذ محمد محمود زيتون

ليس أجدى على الوطن من اتخاذ الوسائل لتحقيق الاستقرار شتى المرافق الحيوية، وبغير هذا تضطرب النفوس، وتنعدم الثقة، وتشتد حملات الانتهازيين. وعواصف المتربصين، مما يحدث خلخلة لا تؤمن عواقبها.

وسياسة التعليم أحق من أي سياسة بالثبات والاستقرار ولا سيما في جوهرها، إذ أن سنة التطور تجري على الأعراض والحواشي دون اللب والصميم.

ومصر التي تدور في فلك الديمقراطية، وتصدر في سياستها العامة عن وحي مبدئها العام (الأمة مصدر السلطات)، وتتميز بطابع الاستقرار، جدير بها أن تمضي إلى النهاية فيما نحن بسبيله من اعتبار القائمين بأمر التربية والتعليم مسئولين أولاً ن استجابتهم لروح الأمة في كل تشريعاتهم.

والمصدر الأول في للسياسة التعليمية هو: المعلمون أنفسهم، فهم - بما تزودوا به من علوم التربية، وبما اكتسبوه من تجارب مهدت لهم سبل النجاح في مهمتهم - قادرون على أن يغيروا المصادر العليا بآرائهم ومقترحاتهم.

ولن يتحقق هذا إلا إذا كان للمعلمين صحيفة شهرية - إن لم تكن أسبوعية يتبادلون فيها مشاكل المهنة، ويتناولون أحدث نظرياتها، على شرط أن تكون بعيدة كل البعد عن الميدان الحكومي البحت، بل يجب العمل علة كفالة حيدتها وحريتها، ونجاتها من الهزات الحزبية العنيفة

كما ينبغي عقد مؤتمرات دورية يتدارسون فيها أمهات المشاكل والتشريعات، لنضمن بذلك تنسيق الجهود بصدد القرارات المتخذة في كل وجه من وجوه الإصلاح.

وهذا يقضي كل معلم أن يقدم كل شهر تقريراً عن ملاحظاته ومقترحاته بصدد المادة التي يدرسها، والكتب المقررة فيها، ومدى تأثر المتعلمين بالبرامج الموضوعة، والنظم المدروسة، والنشاط الاجتماعي عامة، ومقدار التعاون بين المدرسة والبيئة.

ولن يثمر مثل هذا الجهد إلا إذا قامت الوزارة من جانبها بدراسة هذه التقارير وتحليلها وتنسيقها وتصنيفها حتى تكون أرقاماً ناطقة بلغة الإحصاء، وهذا ألصق باتجاه إدارة

<<  <  ج:
ص:  >  >>