[من روائع الشرق والغرب]
الوحدة
'
لشاعر الحب والجمال لامرتين
استسلم لامرتين بعد فجيعته في حبيبته (جواليا) إلى الهم، وأستأنس بالوحدة، واستكان للعبرة، وخلا إلى الحزن في خلوات (ميلي) ومن هناك بعث إلى صديقه (فريو) بهذه القصيدة في ٢٤ أغسطس سنة ١٨١٨ وهي:
جلست محزون القلب، مستطار اللب،
على قلة الجبل، وتحت ظُلة السنديانة
العتيقة، أشيع شمسي النهار وهي تغرب،
وأسرح بصري في وجوه السهل وهي تتغير
فهنا النهر صخاب الموج، جياش
الزبد، ينساب في جوف الوادي، ثم يضل
في ظلام البعد! وهنا البحيرة راكدة
السطح، راقدة الماء، تتراءى في جوانبها
نجوم الليل!
والطفل لا يزال يلقي على رءوس
الجبال الشجراء ومضا من شعاعه، وملك
الليل قد أخذ يصعد إلى عرش السماء في
محفته الندية، فأشرقت جوانب الأرض،
وازدهرت حواشي الأفق
وناقوس الكنيسة الغوطى قد أخذ
يقرع الهواء برنينه الديني، فكف الفلاح
عن العمل، ووقف السائر عن المسير،
واختلطت هذه الأرانين المقدسة بما بقي