للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من ضوضاء النهار وصخبه!

ولكن نفسي كانت من كل هذا

خلية، فما تبعث فيها هذه المناظر الجليلة،

ولا تلك الصور الجميلة، نشوة ولا بهجة!

لقد كنت أتأمل الأرض وكأنها ظل

منتقل أو خيال طائف!

إن شمس الأحياء لا تدفئ الموتى!

فكنت أنقل عيني من الربى إلى

الجبال، ومن الجنوب إلى الشمال، ومن

ظلمة الغسق إلى حمرة الشفق، وأنفض

السهل والوعر، والمأهول والقفر، عسى

أن أجد لنفسي سعادة في مكان، أو أتوسم

لقلبي راحة في إنسان، فلا أعود بطائل!

وما تصنع لي هذه الوديان والأكواخ

والقصور، ما دمت لا أجد لجمالها في عيني

روعة، ولا لسحرها في قلبي فتنة؟؟

أيها الأنهار والأحجار والغابات

والخلوات العزيزة علي!! إن غيبة مخلوق

واحد من ربوعكن جعل عامركن خرابا،

ورد أنسكن وحشة!!

سواء علي أتطلع الشمس أم تغرب،

وتصحو السماء أم تغيم، ويظلم الليل أم

ينير الصبح، فليس لي بغية في اليوم ولا

رجية في الغد

وحينما أرسل عيني تتبعان الشمس في

<<  <  ج:
ص:  >  >>