قرأت هذا الكتاب منذ أسبوعين، وقد وضعه مؤلفه مستر يورنز منذ حوالي عشرين سنة، وقدمه الدوز هكسلي حفتدهكسلي العظيم، فرأيت أن ألخصه لقراء الرسالة الغراء.
الكتاب طريف الموضوع، شائق، سهل الأسلوب إلى حد بعيد، يجعل القارئ المتوسط الذي لم ينل حظاً كبيراً من علوم الفلسفة والتربية، يقبل على قراءته بشغف ولذة، وذلك لأنه أقرب إلى القصص والأساطير منه إلى كتب التربية والتعليم. ومما يساعد على فهمه ويغري بقراءته سهولة تعبيره واتساع أفق الخيال فيه وما فيه من طرائف جديدة، وقد ألبس المؤلف الجد ثوب الهزل فجعله قريباً إلى الأذهان سهل المطالعة للكثيرين.
إن الكاتب يحس كما يحس الكثيرون منا، أننا ندور في حلقة مفزعة إذ لا ندري لماذا نبعث بأبنائنا إلى المدارس وإن كنا نبعث بهم على أي حال، وذلك لأن المدارس التي جعلت لإعدادهم للحياة السعيدة، هي في الواقع كثيراً ما تجني عليهم بفساد أنظمتها التي تذهب بكثير من استعداداتهم وقبر ملكاتهم وضياع مواهبهم، لأن الحياة فيها جحيم وقوده أطفالنا الأبرياء.
إن المؤلف يرى أن النظام المدرسي وجد على أنه أداة لحياة صالحة سعيدة، ولكن الآية انعكست وصارت مفسدة لكثير من الأطفال. والعجيب أننا لا ندري ماذا نفعل لننقذ أطفالنا من هذه المأساة التي تمثل أمام أعيننا ونشاهد فصولها تعرض علينا ونحن مكتوفو الأيدي. هذا ما يدركه من يقرأ الكتاب قراءة بحث ودرس.
أما موضوع الكتاب فقد تخيل الكاتب، أن مؤتمراً للتربية والتعليم عقد في بقعة من الأرض، ودعي إليه كثير من سكان الكواكب السيارة المختلفة وقد أرسل كل كوكب مندوبية إلى هذا المؤتمر من أستاذه وشيوخ وسيدات ومن مخلوقات أخرى لا شبيه لها ولم ترها أعيننا، منها الذكر والأنثى، ومنها ما هو خليط بين الاثنين، وقد انتظم هؤلاء جميعاً غرض واحد هو بحث مناهج التعليم والمقارنة بينها في مختلف الأنحاء، وتعديل ما يحتاج إلى تعديل لتأتي بالغرض المنشود الذي يسعى إليه العالم أجمع.
ولما افتتح المؤتمر أسندت رئاسته إلى مخلوق أرضي، فرحب بالأعضاء، ثم أتى بموجز