للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

زائرة العرافة

عن الإنجليزية

ترجمة الأديب سيد أحمد قناوى

في غرفة قليلة الضوء تقع على جانب المعرض العام. . . أثاثها ينحصر في مائدة ومقعدين وبعض أشياء أخرى إن دلت على شيء فإنما تدل على ما يعانيه ساكنها من بؤس وفقر. . . وعلقت في واجهة الغرفة لافتة كتب عليها هذه العبارة (مدام لاسترا قارئة الكف. استفسارات عن مسائل الحب والزواج والمال على أحدث القواعد العلمية). . . في هذه الغرفة المتواضعة جلست السيدة (لاسترا) تنصت في ضجر وضيق إلى أصوات الضحك والمرح التي كانت تنبعث في أرجاء المعرض خارج غرفتها. . . فقد كانت تلك الليلة رأس السنة الجديدة، فأرسلت أفكارها بعيدا تستعيد ماضي لياليها وتستعرض أيام بهجتها وسرورها. . . حتى قادها تفكيرها في النهاية إلى ليلة تماثل هذه الليلة في البهجة والمتاع واللهو. . . كانت هي فيها تختال بين الرجال حتى انتابتها نزوة غرام عارضة أطلقت فيها للشيطان العنان. . . فكانت ليلة فاصلة بين حياة الزوجية السعيدة وحياة الشقاء التي تحياها الآن. فما جنت من وراء تلك النزوة العارضة - وا أسفاه - غير الحسرة والخيبة والمرارة.

لقد كانت السيدة (لاسترا) في أيام سعادتها على جانب كبير من الحسن والبهاء: كان لها شعر أسود وعينان عسليتان حالمتان قبل احتراف هذه المهنة البغيضة إلى نفسها كما كانت زوجة لأستاذ علم الآثار الشهير (جيمس كارستيرز) تعيش معه في بحبوحة ويسر، لا تعرف معه للضيق معنى، ولا تذوق من الفاقة ما تتجرع الآن غصته. . . وعند وقوع حادث الغرام الطائش حملت على طلب الطلاق من زوجها فكان لها ما أرادت، وإن هي الآن لا تقاس منه غير العسر ومرارة الذكريات. ولن تنسى ما عاشت قول (جيمس) لها وهو يجيب إلى طلب الطلاق:

(إن بحثت عن أبغض إلى قلبي، تجدينه الطلاق منك. . . ولكن إذا كان في الطلاق جلب

<<  <  ج:
ص:  >  >>