لمحة تاريخية - أعمال جوكل وهيس وكولهورستر - المناطيد
المسجلة - صعود الأستاذ بيكار في طبقة (الستراتوسفير)
إذا أردنا أن نسميها الأشعة الكونية، أو أردنا أن نسميها الأشعة النافذة، فإن الأسماء لا تغير الوقائع في شيء، فهي كونية لأننا لا نعرف مصدرها، وهي نافذة لأنها تخترق ما يقابلها. ونعيد القول أنه بينما تحجب ورقة رفيعة أشعة الشمس على قوتها، فإن كتلة من مادة الرصاص يبلغ سمكها متراً لا تحجب إلا نصف عدد الجسيمات المكونة للأشعة الكونية
لم يختلف الفضاء منذ آلاف السنين عن الفضاء الذي نعيش فيه، ولم تختلف الظواهر الطبيعية والقوانين المرتبطة بها منذ عشرات آلاف الأعوام؛ ومع ذلك فقد مضت المدنيتان المصرية والإغريقية كما مر عهد العرب دون أن يستمتع أحد منهم بالراديو كما نستمتع به اليوم، ذلك لأنه كان لزاماً أن يتقدم العالم للحد الذي أمكن لمكسويل الإنجليزي أن يضع الأسس الرياضية لنظرياته الكهرومغناطيسية للموجة، ولهرتز ليدلنا على أن سرعة الكهرباء هي سرعة الضوء، ولماركوني الإيطالي وبرانلي الفرنسي ليضعا مع غيرهما الأسس التجريبية التي تيسر لنا اليوم أن نحصل من التاجر على جهاز نسمع منه، ونحن في وسط الصحراء أو فوق جبل عتاقة، بعيداً عن كل أثر للمدن أو الحياة، موسيقيا من القاهرة أو خطيباً من باريس
كذلك الأشعة الكونية، لم يختلف الفضاء الحامل لقذائفها منذ عهد بعيد، بل لم تختلف درجة وصولها إلينا منذ أمد طويل. وفي ظني أهرام الجيزة تصاب في هذا العصر بالعدد الكبير الذي كانت تصاب به في أقدم العهود، هذا العدد أقدره بأكثر من مليون مليون قذيفة في اليوم الواحد تقع كلها على أحجار الأهرام وتتغلغل فيها لمسافات بعيدة تبلغ العشرات من الأمتار
وإذا كان الألمانيان توصلا منذ بضعة أسابيع فقط إلى إيجاد عنصر التوريوم بينما كانا