تمنينا في كلمتنا السابقة أن يوفق الله وزارة الشئون الاجتماعية إلى النجاح في هذا المشروع العظيم الذي اضطلعت به، والذي يجب أن ننظر إليه باعتباره الأساس القويم الذي يجب أن تنهض عليه جميع مشروعاتنا، لتنهض على هدى وعلى نور مبين
ومشروع مكافحة الأمية أو محوها ليس من السهولة واليسر بحيث يقف عند حدود تعلم مبادئ القراءة والكتابة والحسابة، وقليل من مبادئ الدين وتدبير الصحة. . . فهذا القسط من التعلم قسط زهيد لا يكافح الأمية ولا يمحوها. . . إن لم يضاعفها ويزيد طينها بلة. . .
لقد همت الأمة بمثل هذا المشروع من قبل، حينما فكرت في تعميم التعليم الإلزامي، وذلك منذ نحو من عشرين سنة. . .
فماذا كانت النتيجة؟! هذا هو الضوء الذي يجب أن نسير على هداه. . . ونحن على يقين من أن وزارة الشئون الاجتماعية سوف لا تتردى في مهاوي الفشل الذي تردت فيه وزارة المعارف في عهودها السابقة، والتي أضاعت فيه على الأمة جيلاً من طفولة أبنائها ومن صباهم ومن شبابهم. . . دون أن يتعلموا شيئاً. . .
كما أضاعت نحواً من خمسين مليوناً من الجنيهات لو أن نصفها أو ربعها أنفق على هدى وبصيرة، وفي ضوء تجارب الأمم الأخرى، بل في ضوء التجارب التي أجراها في مصر محمد علي الكبير، الحاكم الأمي العظيم، لسهلت على وزارة الشئون الاجتماعية اليوم أعباء القيام بما تبقى من هذه المهمة الشريفة الهائلة
لنذكر دائماً أننا أمام مشكلة من أشد مشكلاتنا تعقيداً. . .
لنذكر أن وزارة الشئون أخذت على عاتقها مهمة انتشال اثني عشر مليوناً وثلاثة أرباع المليون من إخواننا المصريين، من براثن الأمية الذميمة. . . من ظلمات الجهالة المهلكة. . .