للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بحث في الصلاة]

للدكتور جواد علي

(تتمة ما نشر في العدد الماضي)

عينت الديانة الإسرائيلية عدد الصلوات وأوقاتها في اليوم، وفي المواسم والسنة، ويقسم المستشرق (ميتوخ) الصلاة اليومية إلى نوعين: شماع (شمع) وتقابل في العربية كلمة (سماع)، وتفيلة أما الشماع (السماع) فعبارة عن قراءة بعض أقسام معينة من التوراة وأما سبب تسميتها (بشماع) (سماع) فلأنها تبدأ بكلمة الشهادة وهي (شِمع يسرائيل) أو (اسمع يا إسرائيل) وهي شهادة بني إسرائيل. ويمكن أن نقول إنها تقابل الصلاة عند الفرس.

ويطلق على قراءة هذه الشهادة (قراءات شماع) وأحياناً مجرد (قريئات) ومعناها (شماع) (والنطق بالشهادة) وهي تبدأ (شماع) ثم تنتهي (ببعض البركات). (بركوت)

وقبل تلاوة (الشماع) تقرأ عادة (بركوت شماع) أو (بركات السماع) وهي تسابيح خاصة لذكر الله تقال قبل صلاة السماع وبعدها. وقبل تلاوة البركة الأولى من هذه البركات أو بعبارة أخرى قبل تلاوة التسبيحة الأولى من هذه التسابيح في صلاة الجماعة ينادي الإمام (الحزّان) (باركوا الله المبارك) وهذه الكلمة هي بمثابة إقامة الصلاة، فيجيبه المصلون بنغمة خاصة وبطريقة معينة (فليتبارك الله المبارك إلى أبد الآبدين).

وأما التفيلة أو (صلاة الثمانية عشرة) (تفيلة شل شمونة عشر) فقد سميت بهذا الاسم لأنها تتألف في الأصل من (ثماني عشرة بركة) أو بعبارة أخرى من ثماني عشرة تسبيحة ثم أضيف إليها (البركة أخرى) فأصبح عددها (تسع عشرة بركة) ولكنها احتفظت مع ذلك باسمها القديم حتى الآن ولذلك يطلق عليها باللغة العبرية إلى يومنا هذا (تفله شل شمونة عشرة) أو مجرد (شمونة عشرة) ويكتفي أحياناً بلفظة (تفيلة) فقط.

وأطلق اليهود الذين صاروا يتكلموا الآرامية بدلاً من العبرية على هذه الصلاة كلمة (صلوتة) وهي آرآمية كما قلنا وقد ورد ذكرها مرارا في الأقسام الآرامية من التلمود.

وتقام صلاة (السماع) عند اليهود في صباح كل يوم ومسائه. وتقام (التفيلة) في أوقات ثلاثة من اليوم: تقام في الصباح وبعد الظهر (العصر) وفي مساء كل يوم. وتسمى الصلوات الثلاث بالعبرانية بهذه الأسماء: (تفلات هشاحر) وأحيانا مجرد (شحريت) وهي صلاة

<<  <  ج:
ص:  >  >>