[نزهات بين الصخور]
لفيكتور هوجو
النزهة الأولى
فوارةٌ من الزبد وسط الخليج تميد
تكونها أقماعٌ خفيةٌ وعمقها بعيد
تتأرجحُ بوادعةٍ بين الأمواج الباسمة
كمركز ثلجىٍ لذائرةٍ قائمة. . .
إلهي ماذا تفعل بقارورة الثلج هذه؟
تدخل فيها الفجر فيخرج الليل بظلامه،
وعبثاً يخمدها البحر بموجه المحيط به،
والزوابع بزئيرها، والسحابُ بضبابه،
يمر الإعصارُ وهزيمة والأمواجُ وأكدارها
ولكن هل تُضعف الفوارة ثقة الصياد بها؟
كلا. فما تلبثُ أن تظهر وسط ذاك الجحيم
حيث يتغير كل شيءٍ بمكانها وثلجها القديم
يقولُ الصيادُ: هنا توجدُ موجةٌ مقدسة،
يأتي لها كل طفلٍ يموتُ ليلةً العيد
ينظفُ بثلجها جناحهُ من أهواء الحياة المدنسة
قبلَ الذهاب إلى السماء ملاكٌ في مكانه البعيد
وأقولُ: أدامَ اللهُ للسيف بياضه الناصع
برغم َ ما حوله من بحرٍ وصخرٍ قاتم
ليصور بصدر الطبيعة ثبات الحق القائم
وسط الدنس والخيانة بنقائه الرائعْ