[من طرائف الشعر]
رب زهر يشوكني وهو غرسي
للأستاذ الحوماني
مدرس الآداب في كلية طرابلس
(قطع الناظم شطراً من حياته مهاجراً بين أوربا وأميركا من الغرب ثم بين العراق ومصر وسائر الأقطار العربية من الشرق: فالقصيدة التالية تمثل حياته المشردة ماثلة بين آلامه في الحياة وحنينه إلى وطنه وهو يطوف في الغرب، معارضاً بها قصيدة أمير الشعراء التي عارض بها قصيدة البحتري في إيوان كسرى)
ربما أنضج التجارب درسي ... لثلاثين من سني وخمس
ولقد تكشف الغطاء ليومي ... عن مآتى غدي بصيرةُ أمسي
قد لفظت الحياة يشقى بها الحرْ ... رُ وتتْرى منها يدا كل جِبْس
إذ بلوت الورى ثلاثين عاما ... وخد نياي من يراع وطرس
بين جهدين من يد ولسان ... تحت ليلين من غموض ولبس
كم أطوف البلاد شرقا وغربا ... فوق ظهرين من سفين وعنس
أيُّ جد يُغريه بي أيُّ عِزَّ ... تترامى إليه آية نفسي
البواديُّ في العراق أقضَّت ... مضجعي في الشآم فوق الدمقس
غرست مضجعي قتاداً وقالت ... لأماني هوِّني وتأسي
يصبح الزهر ناضراً وعلى ما ... يحبس الدمع في فؤادك يمسي
قد نزلت العراق أحسب إني ... نازل في العراق دارة قدس
ووردت الشآم تبحث عينا ... ي بها عن طبابة المتحسِّي
فإذا القول فيهما دار ملك ... وإذا الفعل ثم داره فلس
لا يغرنك في الشآم رجال ... موَّهوا بالرياء وجه الفرنسي
ربما أثرت العيون من الكح ... لِ وخلف الجفون منبت ورسي
كم أذود الكرى وأنشد عزى ... بين ناب من الزمان وضرس