ألقاك أيها الوديد على موروث عي به واعية، وند عن باغية؛ لا هو بالآحاد فيحد، ولا بالمئات فيعد، أنت عنه صادف، وفيه عازف.
وقبلك بلونا الوارثين:
طوى الدهر عنهم ما أفادوا فأعدموا ... حين راموا مرامك، وقعدوا مقعدك
وغير هذا ما تعهد، فما لك اليد المبسوطة في سرف، ولا أنت ينزيك ترف؛ فترهبك النزر، وتخشى المتربة مع العمر. وهل أنت إلا شحشاح، من شحاح تأخذ النزر، وتبقي الكثر. هذا إلى مغيبات لم تفضض لها ختما، ومكنونان لم تشهد لها رسما، فما أولاك أن تردني إلى قول القائل:
ألا جحجح فما بالرأي تدلي ... ولا أنت الملوح بالصواب
ولو غير المقة أحمل لك، وأنشد دون إعزازك، لتركتك في هواك، وأسلمتك إلى مغواك.
وغاب عنك أنك والمسرف على حسرة، فكلا كما مضياع، هو بما خرج عنه، وأنت بما حرمت منه. غير أنه عز بما ذاق مع الأنفاق، وأنت لهيف حسير على فوت ما شاق. وما أبعد ما بين الحسرتين.
وتسألني عما لك من نشب لا أحصيه، ورزق ساقه الله إليك ولا تدريه؛ فعرفتك بنفسك أن ليس لك سلف أتلدوا، ولا خلف أطرفوا؛ فما بالي أدينك في غير دينه، وأشينك دون مشيئة.
وفاتك أنك وارث القاموس بما طم، ومالك المحيط وما ضم وما هو إرث يا أمام قليل.
وأخاف أن تهمني أهازلك ... وما الخيم إلا أن أقول فأصدقا
وتهتال، في هذا المآل؛ وتطالعني عيناك بما يهجس في صدرك وتوسوس به نفسك.
تريد بياناً أو مزيداً من الفهم.
وأوجس أن أبلبلك؛ فتزحم ربة البحار، تنازعها ما انتزعت منك، فتهيج على أهلك هيجاء تذهب بالحرث والنسل.