وغيرك - حماك الله - يغري بالأنشاب، يجد فيها جاهته وأنت نشبتك ما تحوي الدفاتر، واعتزاؤك إلى ما تضم القماطر
هذا إرثك الذي ترث لا ورق فيه ولا نضار.
وتجهمني يا بن إنس وبك غير الرضا عن نصيبك من الحياة
أو يضارك أن أجعلك من الوارثين، وأن أسلكك في زمرة المالكين. أليست من اللغة تلك الكلمات التي لا تحصى، والأساليب التي لا تستقصي:
أو لست وارثها ومالك شأنها ... وإليك أمر بقائها وفنائها
وإن من ضب ضبك، وحاز حوزك، خليق أن يكون الترعاية الأمنة. وأراك من الجيل الجانح إلى ما خف، الطيب ما لان اللسان، ينفر إن ذكرته بما لم يسمع، ويأنف إن دربته بما لم يحفظ. وهو من اللغة في أبيجاد، يعيش منها على آحاد.
ما أشبهك بالبخيل الذي فقد ماله بحبسه، وخرج من دنياه إلى رمسه، وهو لم يحسن إلى نفسه.