(يقول المعاصرون بأن قبر الاسكندر نفس مسجد النبي دانيال نفسه أن لم يكن تحته والذي كان يدعى منذ القرن السابع عشر باسم مسجد سيدي الاسكندر)
رأي القدماء
أن المصادر القديمة تحدثنا بأن الاسكندر أوصى قبل وفاته بأن يدفن بواحة الإله آمون (سيوة) ولكن بطليموس سوتير عمل على دفنه بمدينة ممفيس حسب عادة المقدونيين في الدفن. وجاء بطليموس الثاني الفيلادلفي بعد والده ونقل الجثة إلى الإسكندرية، وأخبرنا بوزنياس عن ثورة الرأي العام عليه واعتبر نقله إلى الإسكندرية إجراما وشناعة أكثر مما فعله بتزوجه بأخته أرسنيوي - لإقلاقه راحة البطل العظيم في مضجعه الأخير - وكذلك لم يلق من بلاطه وأعوانه أي استحسان لهذا النقل لجدث ملك عظيم اعتبر في مصاف الآلهة. وابتنى له قبراً في غاية الفخامة والإبداع، وكان الضريح داخل الأرض، أما البناء الذي أقيم فوقه فكان يشتمل على سلم الدخول كعادة المدافن والمعابد الإغريقية، ثم فناء مربع هو الناووس (اوبيستودوم) ثم ممر طويل يصل إلى الضريح الموجود به النعش وقد ألحق به معبداً للكهنة القائمين بأجراء الطقوس الدينية. ثم تطوق المعبد أروقة دائرية شيدت في عصور متأخرة ولما كان الاسكندر مؤسس الدولة الإغريقية فقد اتخذ الملوك مدافنهم حول قبره بعد حرق جثثهم كما حدثنا بوليب بالتفصيل، وقد شيد فيلادلفيوس مدفناً لوالده سوتير، ولنفسه ولزوجته. ويحدثنا كوريمون عضو متحف الإسكندرية في سنة ٨٠ بعد الميلاد عن القبر بمخطوطه الذي نشره الدكتور بوتي. . . أما قبره هناك فكان مزيناً بالرخام وهو مضجع في ناووس محفور اسمه على غطائه، وحول نعشه قبور من الحجر السماقي أقل فخامة من قبره هي قبور الملوك السبعة وزعيمهم بطليموس سوتير. . .
ونخرج بنتيجة هامة حققها ودرسها كل من الدكتور بوتي والأب لويس ملحمة في أن القبركان في منطقة صارت مدفنا ملكياً بوسط المدينة.