وجاءت الآراء الحديثة بجديد عن قبر الاسكندر كذب البعض دفنه بالإسكندرية والبقية التي حبذتها انقسمت على أنفسها إلى ثلاث فرق: الأولى في أن القبر تحت مسجد النبي دانيال وهذا ما سأناقشه تفصيلا، والآخر في منطقة المقبرة الشرقية، ورأي أخر بعيد الاحتمال بالمقبرة الغربية.
وإني أتقدم برأيي المتواضع وقد يكون على خطأ وقد يكون صائباً. . وان كان فيه مسحة من الصواب فإنه ليقارب الآراء الأخرى البعيدة الاحتمال والتصديق.
قيل بأن قبر الاسكندر كان فيمنطقة طريق السيما المتقاطع مع شارع كانوب (النبي دانبال وفؤاد الأول) وهو يمتد من بحيرة مريوط جنوبنا إلى شاطئ البحر الأبيض شمالا بالقرب من شبه جزيرة معزل تيمونيوم والمكتبة ودار الحكم والسوق والجمنازيوم. . وقد ورد بأشعار هيرونداس وآراء الدكتور برتشيا بأن معبد الزاربوم ومسلات كليوباترة الشهيرة كانت بأول الطريق، وان بنهايته يوجد منتزه بيوم. وإذا فقبر الاسكندر أن وجد فمن البداهة أن يطل على الميدان والمنتزه لكي تظهر روعته، وان كان على الميدان فهل هو عن يمين أو يسار الشارع؟ يقول أسترابون لوصفه القبر بأنه كان عن يمينه عند دخول الإسكندرية. فهل دخل الإسكندرية عن طريق شارع السيما من جهة البحر؟ أم عن طريق الميناء الداخلي بمريوط؟ أنه قد دخل بطبيعة الحال عن طريق السيما ومنه فإن القبر عن يمينه أي يمين الشارع. والذي أراه عند تطبيق مبادئ هندسة تخطيط المدن القديمة والرجوع إلى تخطيطالمدن القديمة كمدينة صور مثلا نجد أن القبر يوجد على الجهة اليمنى لوجود كثير من المخلفات، منها مخلفات معبد على الطراز الدوري وأعمدة كورنثية بالجهة اليمنى من الشارع، ولما توسع الملوك بنوا مقابرهم حول هذا الضريح كما يجزم الأستاذ زكي علي ببحث له بمجلة كلية الآداب بجامعة فاروق الأول المجلد الثاني، والدليل على ذلك وجود أعمدة بجوار مسجد سيدي عبد الرزاق في نفس الشارع وهي لاشك معابد تكميلية لقبر الاسكندر أو المعبد ذو الأروقة الدائرية التي بجوار القبر. والذي يرجح هذا الرأي وجود بقايا مقابر ملكية اكتشفتها البعثة الفرنسية بالقرب من ذلك المكان (مسجد العطارين - وشارع محطة مصر القديمة) والعثور على ناووس ينسب إلى الاسكندر والذي أدى إلى رأي الأستاذ ألن ويسالمشهور عن تمصر الاسكندر ودفنه في تابوت نقل من قبر أمير