ذكر الرحالة مارمول بأن قبر الملك اسكندر يقع علىبعد ٣٠٠ متر من كنيسة القديس مرقص الموجود بشارع النبي دانيال، وعند التطبيق نجد أنه لا ينطبق قياسيا على مسجد النبي دانيال، ثم أن المقياس أن عين مكانا وكان صحيحا في تعينه مكان القبر فهو لم يذكر هل المكان يوجد عن يمين أو يسار المكان المتخذ مبدأ للقياس. واستناداً على رأي الدكتور بوتي في أن القبر يوجد بالجهة اليمنى وبوسط المدينة، ومن الحفريات التي أجراها الأستاذ حسن عبد الوهاب بمنطقة المسجد، وبالرجوع إلى أبحاث كل من الأستاذ أرثرلين أمين متحف فيكتوريا ولبرت الدكتور ألن ويس المنشورة بنفس المجلة يتضح بأن منطقة القبر والمسجد والقبر هي من بقايا العصور العربية القديمة. . وقد فصل الأستاذ حسن عبد الوهاب في المسألة بأن القبر ليس موجوداً بتاتاً في هذا المكان وخرج إلى التأكيد بأن منطقة كوم الديماس (كوم الدكة الحالية) كانت مقبرة إسلامية منذ القرن الثالث الميلادي.
هل كان قبر الاسكندر معروفا في العصور القديمة؟
إن يد التخريب قد أحدثت بهذا الهيكل كثيراً من الآثار، فقد سلب بطليموس الحادي عشر تابوت الاسكندر الذهبي وبدله بآخر من مادة زجاجية (وقيا من نوع من الرخام الشفاف جداً) كما زادت كليوباترة الأخيرة على فعل سلفها بأن سلبت المقبرة كل ما هو ثمين. ولم يقتصر الغزو الأجنبي على فتح وتدمير البلاد، بل عمل على سلب محتويات المقابر. وفي القرن الثالث انقادت الثورات بالحروب الدينية ضد الوثنية والحرب العامة لتفكك الإمبراطورية الرومانية فنالت الإسكندرية منه الأهوال ومنها المقابر الملكية التي أصبحت أثرا بعد حين (لما هو معروف عن تعصب المسيحيين الأوائل ضد كل ما هو وثني) حتى لنجد القديس يوحنا في خطبة ألقاها في ختام القرن الرابع يتساءل (خبروني أين يوجد قبر الاسكندر).
وهناك مصدر آخر هام وهو كتاب جغرافية مصر لأميلينو يقول. . . إنهم عندما كانوا ينزعون الأنقاض من المكان المسمى بكوم الديماش (كوم الدكة) عثروا على أدوات من