للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الله أكبر!]

للأستاذ مصطفى صادق الرافعي

جلسْتُ وقد مضى هَزيعٌ من الليل، أهيء في نفسي بناءَ قصةٍ أُدِيرها على فتى كما أَحَبَّ. . . خبيثٍ داعر، وفتاةٍ كما أَحبَّتْ. . . غذراءَ ومتمجنة؛ كلاهما قد دَرَسَ وتخرج في ثلاثة معاهد: المدرسةِ، والروايات الغرامية، والسيما. وهو مصريٌ مسلم، وهي مصرية مسيحية. وللفتى هَناتٌ وسيئاتٌ لايتنزه ولايتورع؛ وهو مِن شبابه كالماء يغلي، ومِن أناقتِه بحيث لم يبقَ إالا أن تلحقه ناءُ التأنيث. . . وفد تشعبت به فنون هذه المدينة، فرفع اللهُ يده عن قلبه لا يبالي في اي أوْدِ يتها هلك. وهو طلبُ نساء، دابه التجوال في طرقهن، يتبعهن ويتعرض لهن، وقد الفته الطرق حتى لو تكلمت لقالت: هذا ضرب عجيبٌ من عربات الكَنْس. . .!

وللفتلة تبرُّجٌ وتهتك، يَعْبَثُ بها العبث نفسه، وقد اخرجتها فنون هذا التأنثِ الاوربي القائم على فلسفة الغريوة، وما يسمونه (الادب المكشوف) كما يثوره اولئ الكتابُ الذين نقلوا إلى الانسانية فلسفة الشهوات الحرة، عن البهائم الحرة. . .! فهي تبرزُ حين تخرج من بيتها، لا إلى الطريق، ولكن إلى نظرات الرجال؛ وتظهر حين تظهر، مُسوَّرةً لا بتلون نفسها مما يجوز وما لايجوز، ولكن بتلون مِراتها مما يُعجب وما لا يُعجب

وَكِلا ثْنيهما ل يُقيم وزناً للدين، والمسلم والمسيحيُّ منهما هو الاسم وحده؛ إذ كان من وَضع الوالدين رحمهما اللهّ والدين حرية القيد لا حرية الحرية؛ لإنتَ بعد ان تُقيد رذائلك وضراوتك وشر وحيوانيتك - أنت من بعد هذا حرٌّ ماوسعتك الارضُ والسماء والفكر؛ لأنك من بعد هذا مُكملٌ للانسانية مستقيمٌ على طريقتها. ولكن هَبْ حِماراً تفلسفَ واراد أن يكون حراً بعقله الحماري؛ أي تقرير المذهب الفلنسفي الحماري في الادب. . . فهذا إنما ينبغي إطلاق حريته، اي تسليط حماريته الكاملة على ما يتصل به من الوجود

وتضى قصتي في أساليب مختلفة تمتحن بها فنونُ هذه الفتلة شهوات هذا الفتى، فلا يزال يمشي من حيث لا يصل، ولاتزال تمنعه من حيث لاترده؛ وما ذلك من فضيلةٍ ولا امتناع، ولكنها غزيرةُ الانوثة في الاستمتاع بسلطانها، واثباتها للرجل ان المرأة هي قوة الانتظار وقوة الصبر، وأن هذه التي تحمل جنينها تسعة أشهر في جوفها، تُمسك رغبتها في نفسها

<<  <  ج:
ص:  >  >>