(نص الكلمة التي ألقاها الأستاذ زكي طليمات مفتش شؤون
التمثيل بوزارة المعارف في الحفلة التي أقامتها جماعة أنصار
التمثيل والسينما بدار الأوبرا الملكية مساء يوم الأربعاء
الموافق ٢٨ فبراير ١٩٤٠ تكريماً لذكرى المرحوم محمد
تيمور، وذلك بمناسبة مرور عشرين عاما على وفاته)
إن الحديث عن تيمور لا تخلق جِدته لمن نَعَم بصداقة تيمور الراحل، ومن قرأه في أشعاره وفي مسرحياته. وحديث اليوم حديث الوفاء لمن عمل إلى جانب تيمور للمسرح وللفن، واتفق وإياه في المبدأ والفكرة العاملة. وحديث اليوم أيضاً هو درس الشباب، الشباب الدارج الذي فاته أن يعرف تيمور أو أن يطالعه في كتبه الثلاثة
حينما لبى تيمور نداء ربه منذ عشرين عاماً، وريعت مصر بفقده، وانتظمت جنازته في شبه موكب قومي حافل - لم تشيع السرىَ ابن الجاه الواسع والحسب الأصيل، لم نشيع الشاعر الملهَم فحسب، وإنما شيعنا رجل المسرح المصري الحق، وكبير كتّابه، وأخلص نصرائه
على هذا الاعتبار الذي يطغى على أي اعتبار آخر، شيعنا محمد تيمور إلى مرقده الأخير، ولما يتجاوز العقد الثالث من عمره. وليس في ذلك إرخاص لشباب غض ذوى قبل أوانه، وخُلق رضي متواضع قلما تُلمح مخايله في شباب الأعيان وأبناء الأرستقراطية التي تحسب أن النعم وقف على أبنائها، ولا خفض لشأن البيان الذي كان تيمور من فرسانه؛ وإنما إعلاء لشأن تلك الموهبة الغنية الخصبة التي أمدت المسرح المصري، وهو يرقى أولى درجات نموه بكثير من مقومات كيانه بعد أن ركز فيه تيمور أعلاماً من العمل الباهر والجهاد الصادق