وما اجتمعنا اليوم إلا بنفس الدافع الذي دفع الناس من قبل إلى تشييع جنازة تيمور. . .
اجتمعنا لنحيي ذكرى تيمور في جهاده للمسرح المصري ممثلاً وكاتباً وناقداً
وقد نجتمع غداً لنفس الدافع، ولعين الغرض، وسيحصل الجيل القادم شرف هذه الرسالة ليسلمها بدوره إلى الجيل الذي يليه. هذا أمر أعتقده وأؤمن به، لأننا، وقد شملتنا اليقظة القومية، لابد من أن نمجد ذكرى من عملوا لهذه القومية.
لأننا، وقد أخذنا بتدعيم أسباب مسرح مصري صحيح، لا مناص من أن نشيد بذكر من جاهدوا في سبيله، وأن ننتزع من النسيان تلك الوجوه الكريمة، التي شقت أفقاً، ومهدت طريقاً، وأهوت بيدها تنشئ في جدار!. . .
تيمور والمسرح
أتحدث الآن عن ذلك الجيل الذي عاش فيه تيمور، جيل الجهاد الأول من جانب الشباب المثقف لاستخلاص طابع مصري لفن التمثيل العربي، ولإعلاء شأنه، جيل الهواة الذين يرجع إليهم الفضل فيما انتهت إليه الحركة المسرحية اليوم
لئن قلت إن التمثيل كان قبلة تيمور في مختلف أدوار حياته، فإني لا أقرر غير الواقع الذي شهد به كل من اتصل بتيمور
فما كان تيمور المراهق الذي كان يتخذ من أبهاء قصور آبائه مسارح مرتجلة، ومن شقيقيه ومني ومن خلصائه ممثلين لفرقة مزعومة. . .
هذا الجواب الصغير لدور التمثيل في سن لا يُحسن فيها الذهاب إلى دور التمثيل، هذا المقلد (لسلامة حجازي) في إنشاده، ما كان تيمور هذا، إلا ذلك الشاب اليافع، الذي أعجب به الجمهور بعد ذلك ممثلاً في حلقات السمر، وفي حفلات الجمعيات التمثيلية، ثم حياه ناقداً جريئاً، ثم مجده مؤلفاً لمسرحيات مصرية طريفة هي الأولى من نوعها في العهد الذي عاش فيه تيمور
وإذا حاولنا أن نقيم صلة بين هوية تيمور بالمسرح وبين نشأته وبيئته وتقاليد أسرته لما وجدنا إلى ذلك سبيلاً، ولانتهينا إلى أن الإنسان حقاً لا يستقيم إلا على محتوم قضائه ومكتوب سيرته. (فتيمور) سليل بيت عريق في الغنى والمجد وفي التقاليد التي تعتبر التمثيل رِجساً من أعمال الشيطان. و (تيمور) ابن بيت عُرف بالاشتغال بالأدب، فعمته