الشاعرة عائشة التيمورية، ووالده المؤرخ واللغوي المحقق أحمد تيمور باشا. و (تيمور) اجتاز مراحل الدراسة في مصر، وسافر إلى أوربا لدراسة الحقوق، ولم يكن بينه وبين نيل إجازته شيء، لولا أن قطعت عليه الحرب الأخيرة سير دراسته. . .
ومع كل هذا فقد اعتلى تيمور المسرح ممثلاً قبل عودته من أوربا وبعد عودته منها وعلى الرغم من تبرم أهله وعشيرته بفن التمثيل. . .
اعتلى المسرح وهو يشغل وظيفة التشريفي لدى عظمة السلطان حسين في قصر عابدين؛ فضرب بذلك المثل الحي على أن التمثيل هوية شريفة جديرة بأن يعمل فيها أكبر الناس حمولةً من العلم والجاه والمركز الاجتماعي الممتاز. وهذا المثل فيه ما فيه من دلالة على أن المسرح يجب أن يكون مما يُعنى به الشباب المتعلم والشباب الكريم المحتد. وأن المسرح ليس بالأرض التي قضى عليها بألا تحمل إلا الأغرار ومن تنكبت بهم سبل العيش ومن خلت مواهبهم إلا من الجرأة والصوت الجهير!. . .
تيمور الممثل
ترأس (تيمور) أكثر من هيئة تمثيلية، وعمل مخرجاً وممثلاً فيها. بيد أن حياته في فن الممثل ليست بالحياة الطويلة، ولكنها على قصرها رسمت فن الممثل في نسقه العالي، وأقامت مدرسة لفن الإلقاء والتجويد لم تكن معروفة في ذلك الوقت، لأنها مدرسة كانت تقوم على الاعتدال والاتزان وصدق التعبير وجمال التأثير. جمع تيمور في إلقائه قوة التصور والإدراك إلى قوة الأداء والتعبير في تلك البساطة الغنية والحذق الباهر الذي يعمل على إرخاص الحواشي وإعلاء جوهر الكلام، والذي يحمل التأثير إلى قلوب المستمعين، لا إلى آذانهم!
هكذا شق تيمور الفجر الأول لما يجب أن يكون عليه الإلقاء والتمثيل من جانب الممثل والملقي
إلا أن الحركة التمثيلية لم تستفد الإفادة كلها من مواهب تيمور الممثل؛ لأنه لم يكن في وسع تيمور - وظروف بيئته على ما أجملنا وصفه - أن يحترف التمثيل في الفرق العاملة
ويقيني أن تيمور لو احترف التمثيل لما أصاب فيه خيراً، ولا اقتصرت مواهبه على تأدية بعض الأدوار، ولا انصرف بذلك عما هو أهم وأجدى، ولتبرم في النهاية بالمسرح