إلى الأستاذ المعداوي، وكل من في حياته قصة وفي أعماقه
حب قديم وفي قلبه أشجان، أهدي قصتي. ع. ع
صديقي. . .
إنك أعرف الماس بمقدار حرصي على الإبقاء لهذه الذكرى طي الكتمان في أعناق القلب الذي حملها سنوات، وما تثيره هذه الذكرى في نفسي من ألام وأشجان تذهب بهناءتي أياما بل شهورا لأنها تذكرني بجريمة ارتكبتها جنيت فيها على قلب كبير، وتصور لي نفسي مذنبة آثمة، فيهب ضميري من رقاده فلا يزال وخزه كالحراب حتى يقيض الله لي من ينسيني هذه الذكرى بعض الوقت.
ألست أنت الذي حاول مرارا أن ينتزع ها السر الذي احتفظت به وضننت به على أقرب الناس إلي وغليها، فهل تظن أن البعد الذي بيننا بحل عقدة لساني فأقص عليك قصتي التي من أجلها هجرت بلدي إلى غير رجعة، وأفضي إليك بذات نفسي فأطلعك على جرح قلبي الدامي الذي تجعله الذكرى ينزف كأول عهده؟
إن هذا الجرح هو الذيحال بيني وبين مشاركة الناس التمتع بهذا الجمال الذي وهبه الله عباده. إنني لا آتمن هذه الصحائف لأخط عليها ما عجز عن انتزاعه الآخرون ولكن. . . لا! محال أن البوح. لقد كثر إلحافك بعد أن افترقنا وأنا أريد أن اسكت هذا اللسان الذي يطاردنيفي حضوره وغيبته مهما بعدت بيني وبينه المسافات، وكأنك تتعمد إيلامي لأفضي لك بسري. وماذا لو أخبرتك خبرها، وأنا اليوم لا أخاف قالة السوء ولا أخشى أن يزاحمني عليها أحد.
كان ذلك منذ أعوام سبعة يوم كنت معي والتقينا بصديقنا (م) بعد عودته من الغيبة التي طال أجلها بيننا، ثم التقيت به مرات ولم تكن أنت معنا. ودعاني يوما لزيارته فلبيت دعوته