عرفنا من المقالات السابقة أن عصر الرفعة قد امتاز بعدد عظيم ممن توافرت فيهم الكفايات التي إذا قورنت بغيرها آمنا بإطلاق بعض المؤرخين على هذه المرحلة الزمنية (عصر النهضة)
وعرفنا بعض الشيء عن ليوناردو دافينشي، وتناولنا بالبحث ميكيلانجلو الذي اعتبرناه عبقرية ملهمة في عالم الفن، كما فحصنا اتجاهه ونواحي إنتاجه، ووصلنا إلى أنه كان أعظم فنان ظهر رغم ما بذله حاسدوه من مجهود لتدبير المكائد له حتى يقضوا على صيته وسمعته
واليوم نعالج شخصية أخرى على النقيض، غمرتها محبة الناس واستأثرت بإكبارهم وتدليلهم إلى حد بعيد. ومن تكون هذه الشخصية غير (رفايللو سانتي) الذي كان على أكبر جانب من جمال الطلعة وسمو النفس ودقة الشعور ورقة الشمائل؟
ولد رفايللو يوم ٢٨ مارس (؟) سنة ١٤٨٣ في أوربينو، وتلقى أول دروسه على والده المصور جيوفاني سانتي الذي مات عندما بلغ الابن الثانية عشرة من عمره، ثم على معلم آخر ربما كان تيموتيوفيتي الذي عاش في أوربينو في ذلك الحين أيضاً، والذي كان صديقاً حميما له فيما بعد
ولم يترك رفايللو مدينة أبيه إلا سنة ١٤٩٩ عندما أراد الالتحاق بالعمل عند المصور المشهور بيروجينو في مدينة بيروجيا
وإذا رجعنا إلى مصوراته كلها نرى أن بينها واحدة أرّخها سنة ١٥٠٤ وأسماها سبوساليزيو غير أن هذا لا يتخذ دليلا على أنه لم يقم بتصوير لوحات أخرى قبل هذا التاريخ، إذ المعروف أنه اشتغل بالتصوير في كنيسة بيروجيا وفي سيتا دي كاستيلا