احتفل أخيراً في رومة بافتتاح معرض عظيم إحياء لذكرى الإمبراطور أوغسطوس (أوكتافيوس) منشئ الإمبراطورية الرومانية، وذلك لمناسبة انقضاء ألفي عام على وفاته، وسيبقى المعرض مفتوحاً مدى عام كامل؛ وقد جمعت جميع الآثار والتحف الفنية المتعلقة بالإمبراطور أوغسطوس وعصره وأصلحت، وأقيمت في مواقع مناسبة، وساهمت في ذلك العمل العلمي الجليل جميع المتاحف الإيطالية، ومعظم المتاحف الخارجية التي تحتفظ بآثار من عصر أوغسطوس، وفي مقدمتها المتحف البريطاني؛ وأصلح أثر أوغسطوس العظيم في رومة وهو (الأوغسطيو) أو قبر أوغسطوس الذي يضم رفاته ورفات زوجه وأخته وبعض خلفائه، وغدا أعظم مناظر هذا المعرض. وقد استغرق العمل لإعداد هذا المعرض العظيم خمسة أعوام، وأشرف على تنظيمه من الناحية العلمية العلامة الأثري الأستاذ جليو جليولي، وبذل جهوداً عظيمة ليحقق أمنية (الدوتشي) في أن يكون المعرض صورة عظيمة خالدة من الحضارة الرومانية؛ وقسم المعرض إلى خمسين قسماً، وجمع فيه نحو ثلاثة آلاف تمثال وصورة ونقش من آثار العصر، ومائتي نموذج تمثل الأثاث الروماني، ومجموعات كثيرة من الأنواط والنقود الرومانية؛ والمقصود أن تقدم هذه الأقسام المختلفة صورة بارزة من الحياة الرومانية في مختلف نواحيها، من الأسرة والحياة الخاصة إلى الدولة والحياة العامة، والجيش والبحرية والتجارة والصناعة والزراعة والعلوم والفنون. وقد أقيم نموذج كامل لمنزل روماني في هذا العصر، مؤثث بنماذج من أثاث العصر وحفل القسم الحربي بنماذج من السلاح والعدد المعاصرة؛ وأفرد قسم خاص للدين جمعت فيه تماثيل الآلهة الرومانية، وآلهة الأمم التي كانت خاضعة للدولة الرومانية؛ وللنصرانية قسم خاص بها جمعت به نماذج وتماثيل تمثل حياة المسيح والرسل والشهداء حتى عصر قسطنطين، هذا وستلقى خلال العام الذي يقوم فيه المعرض سلسلة قيمة من المحاضرات العلمية والأثرية عن الإمبراطورية الرومانية وعصر أوغسطوس والحضارة الرومانية، ويشترك في إلقائها أعظم الأساتذة الإيطاليين
ولما كانت إيطاليا الفاشية تضطرم اليوم بروح إمبراطورية فهي تريد أن تحيي مناظر