للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من هنا ومن هناك]

عصبة البنادق!!

للكاتب الفرنسي موريس برا

(ملخصة عن البتي باريزيان)

من في العالم يفكر الآن في مجلس عصبة الأمم المسكين وهو معلق من خناقه في جنيف؟

إن عصبة الأمم تضمحل ويتلاشى أثرها إن كان ثمة شيء يحمل هذا الاسم. ولقد تبتسم ونحن نفكر في تلك الشخصيات البارزة التي شغلت ردحاً من الزمن بالعمل المتواصل حول تلك المائدة الخضراء في جنيف!

أجل. يحق للإنسان أن يبتسم، بل يحق له أن يضحك ملء شدقيه لو كان في القلب مكان للضحك!

ما مصيرك بعد نورمبرج يا جنبف؟ إنها لفكاهة مريرة قاسية! ماذا تصنع عصبة الأمم الوديعة أمام أحاديث هتلر المتدفقة بالبلاغة وتصريحاته السياسية الملتهبة التي تدوي في أنحاء العالم؟ إن عصبة الأمم لا تملك غير المداد والكلمات في ميدان جرت فيه أبلغ الأحاديث وظهرت فيه احزم الأفكار وأدق الآراء

إن عصبة الأمم المسكينة قد فقدت اعتبارها - ويا للأسف - بعدِ أن افتقرت إلى الأمم وأعوزتها القوة والنفوذ. ولكننا في هذه الساعة الرهيبة الحالكة الظلام، يصح لنا أن نفكر ونتأمل

ألم يكن الحق مقره جنيف؟ ألم تقم دعامة للسلم في جنيف لمكافحة الحرب، لمكافحة القوة، لمكافحة التسليح الذي يهدد العالم بالخراب؟ أيوجد تدبير أحكم من اتحاد أمم العالم في مجلس قوى منظم لحفظ السلام؟

ألم يكن الخلاص في جنيف؟ ألا يمكن أن يكون الخلاص في جنيف؟!

إنهم يقولون حلم بعيد التحقيق ويضحكون ويقهقهون. ولكن هل من العقل أن نظل كذلك إلى الآن؟

هل من العبث أن نتباحث ومن العقل أن نتحارب؟ هل من العبث أن نبحث عن حلول

<<  <  ج:
ص:  >  >>