للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سلمية عادلة لشئوننا المختلفة، ومن المنطق أن تحكم القنابل في كل ما نختلف فيه من الأمور؟

أمن العبث أن تقدر الضمير الإنساني، ومن العقل أن نقبل حكم المدافع والقنابل بغير تبصر أو تفكير؟

إنها ليست عصبة الأمم التي أفلست. وإنما هي المدنية التي أفلست. . . إنها الإنسانية قد أصبحت (عصبة بنادق). . . وعلى الدنيا السلام. . .

إيطاليا وقناة السويس

بقلم الكاتب الإيطالي ف. بارتو

يقول هيرودتس أبو التاريخ إن العواهل من الحكام الأقدمين كانوا يحملون بقطع تلك البقعة الصغيرة من الأرض التي تفصل خليج العرب الممتد من البحر الجنوبي (البحر الأحمر) عن الخليج الممتد من البحر الشمالي (البحر الأبيض المتوسط) وإلى الآن لم يختلف اثنان في أهمية وصل هذين البحرين

ولقد كان نابليون بونابرت في العصور الحديثة مأخوذاً بهذه الفكرة. . . ولم يكن نابليون بالرجل الذي يعدل عن فكرة اتجِه نظرة إليها، ولكنه عدل عنها تحت تأثير مهندسه (لابير) الذي أكد له أن بين مستوى الماء في البحرين اختلافا عظيما قدّره بتسعة أمتار، وان هذه الفكرة مستحيلة التنفيذ

وفي سنة ١٨٢٠ حاول جيتانو جاديني الإيطالي أن يفند تلك الفكرة القائلة بوجود اختلاف بين مستوى سطح الماء. وجاء إيطالي آخر يدعى نجرللي فتقدم بأول اقتراح لشق تلك القناة، وبناء على اقتراحه تألفت جماعة الفرنسيين والإيطاليين للبدء في هذا المشروع الذي يعد اعظم مشروع حيوي في ذلك العهد

ولكن أصغ إلى ما قالته إنجلترا في هذا المشروع حين نمى إليها خبره: أعلن لورد بالمرستون في البرلمان الإنجليزي أن أقل ما يمكن أن يقال عن هذا الشروع البعيد التحقيق أنه خرافة لا مثيل لها وتغرير لا حد له بعقول السذج الذين لا عقول لهم. كان ذلك في أول يونية سنة ١٨٥٩

<<  <  ج:
ص:  >  >>