ومن العوامل التي تسبب خراب الخلية وتؤدي إلى دمارها ظاهرة تسمى بالتطريد، والتطريد هو هجر الملكة الخلية مع بعض الحاشية لتكوين مستعمرة أخرى، وذلك لضيق الخلية أو وجود منازع لها في الملك. ويحدث التطريد في الربيع أي في أوائل أبريل حيث تكون الخلايا قوية وآهلة فتحس الملكة بضيق المكان فتضطر للمهاجرة. وعندما ترى الملكة نخاريب (عيون) ملكية تتنبه إلى أنه سيخرج منها يوماً ما ملكات تنازعها الملك فتعمد للسعها داخل عيونها ويمنعها من ذلك الشغالة حديثة السن فيعز على الملكة ذلك وتؤثر الرحيل
عند ذلك ترسل الملكة بضع نحلات هي الكشافة للبحث عن محل لائق للهجرة، وهو عادة الأشجار والجدران العالية؛ ثم يخرج النحل الكبير في السن ويتجمع بالقرب من باب الخلية ويتماسك بواسطة الأرجل حتى تتكون كتلة تسمى بالطرد
وعند تمام اجتماع الطرد تخرج الملكة وتركب وسط هذا المتن ثم يطير الطرد قاصداً المكان الذي تهديه إليه الكشافة
ويسبق هذه الهجرة ظواهر يمكن النحال ملاحظتها، وهي انقطاع الملكة عن العمل وربما كان ذلك لانشغالها بفكرة الرحيل، ويلاحظ كذلك تجمهر النحل على أبواب الخلية. كذلك يوجد غالباً دوي غير عادي داخل الخلية. وفي استطاعة النحال منع التطريد إذا فطن له فيعمل على توسيع المكان بوضع براويز جديدة كلما لزم ذلك مع ملاحظة مسألة التهوية. ويجب أخذ البراويز التي بها بيوت ملكات أو قطع البيوت منها أولاً بأول حتى لا تفقس. وإذا كانت مهارة النحال فائقة فيمكنه عزل الملكة القديمة (الأصلية) في برواز سلكي يوضع في الخلية فيرى النحل ملكته ولكن لا يرى لها بيضاً على الأقراص فتذهب نزعته