للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[١٠ - أعيان القرن الرابع عشر]

للعلامة المغفور له احمد باشا تيمور

الشيخ حسن الطويل المالكي

الأمام العلامة، شيخ الشيوخ، وأستاذ الأستاذين، وأحد من تفرد في مصر بالبراعة في المعقول والمنقول، وأتقن العلوم العديدة مع الزهد الصحيح والورع وعلو النفس، والتأدب بآداب الشرع والتمسك بالكمالات.

وهو حسن الطويل بن احمد الطويل بن علي، ولد بمنية شهالة إحدى قرى المنوفية، حوالي سنة ١٢٥٠ كما سمعته من تلميذه الخاص العلامة الشيخ احمد أبي خطوة. وذكر الشيخ بشير الظافر في كتابه اليواقيت الثمينة في أعيان مذهب عالم المدينة، أنه ولد سنة ١٢٥٦، وتربى بهذه القرية فقرأ القرآن الكريم وحفظه بها، ثم انتقل إلى طندتا وهو صغير، فاشتغل بتجويد القرآن وحفظ المتون بالمسجد الأحمدي نحو سنتين أو ثلاث، ثم حضر للقاهرة واشتغل بطلب العلم بالجامع الأزهر، فقرأ على شيوخ العصر، مثل الشيخ محمد عليش المالكي في الفقه والحساب وغيرهما، وعلى الشيخ حسن العدوي الحمزاوي، والشيخ إبراهيم السقاء، والشيخ محمد الأشموني، والشيخ محمد الأنبابي، والشيخ احمد شرف الدين المرصفي، فظهرت عليه النجابة، وابتدأ في حضور السعد، وكان من دأبه في أول أمره معاكسة المشايخ في الدروس بكثرة الأسئلة والمناقشات، حتى حدث ما اضطره إلى الانقطاع عن الأزهر، وسبب ذلك أن أبناء العمد وأقاربهم طلبوا للدخول في الجندية بقانون وضع لذلك أمر به سعيد باشا والي مصر، ولما كان المترجم من أقارب بعض مشايخ قريته طلب معهم.

تجنيده بأمر سعيد باشا

وجند مع جند فصار واحداً منهم، إلا إنه لم يسلك مسلك أكثرهم في التفريط في الفروض، فكان يواظب على الصلوات والأوراد، وكان الوالي يكره من الجند من يصلي، وحدث أن المترجم جاءه من شيخه الشيخ احمد شرف الدين المرصفي كتاب فيه استغاثة يأمره بتلاوتها عقب كل صلاة، رجاء أن تفرج كربه وتخلصه من الجندية، فوقع الكتاب في

<<  <  ج:
ص:  >  >>