[من الشعر الفكاهي]
من وحي الكأس
للأستاذ محمود غنيم
علي بك شخصية لا تكاد تفارق الكأس شفتيه، كان موظفا كبيرا ثم أحيل إلى التقاعد من سنوات، وقد أقام له السيخ المحترم سعد بك اللبان بقصد الدعاية حفلة تكريم ألقى فيها الشاعر هذه القصيدة.
صاغوا لك الشعر من زهور ونوار ... وصغته لك من حانوت خمار
ما (الروم) إن قلت شعرا يا علي وما ... زينب (زوتس) أو (كونياك أو تار)
حطم كؤوسك وأشرب يا أبا حسن ... سلافة عصرت من كرم أشعاري
لله درك شيخاً ليس يشبعه ... نهر من الخمر في الخمر في أحشائه جار
حمراء سحنته بيضاء لحيته ... لكن صفحته سوداء كالقار
إن الشيوخ تقوم الليل في حرم ... لكن على يقوم الليل في (بار)
يمشي على فلا يدري إلى جبل ... تقوده قدماه أم إلى الدار؟
يضل عن بيته والشمس طالعة ... وليس ببعد عنه غير أشبار
وربما دق باب الجار من خبل ... وربما ضربته زوجة الجار
يعد (يني) عليه الكأس أربعة ... أو خمسة وهو لا واع ولا دار
ويحسب الفار إذ يبدو له جملا ... يعدو عليه فيجرى خشية الفار
ويطلب اللحم من دكان فاكهة ... ويشتري الموز من حانوت جزار
وربما خدعته العين في رجل ... يمشي فقال: مساء الفل يا ماري
وربما قابل (المترو) فقبله ... في وجنتيه وحياه (بسيجار)
وربما أطلق المسكين (قنبلة) ... وراح يحسبها رنات أوتار
على عذرا إذا أسرفت في هذري ... فأنت ذو منزل عندي ومقدار
حييت يا صاح فيك النبل أجمعه ... حييت فيك لساناً غير معثار
حييت فيك حديثا خف مسمعه ... وكم حديث يحاكي رجم أحجار
ظل خفيف وأخلاق معطرة ... لو نسقت أصبحت باقات أزهار