(وجاءني المحب المفرد جناية السيد محمد، وتذاكرنا معه في (شرح ترجمان الأشواق) لمؤلفه المحيوي، فقال المذكور إني الحظ فيه من قصيدتين: الأولى (بابي الغصون المائسات عاطفا) والثانية (مرضى من مريضة الأجفان) ولا أظن أن أحداً يمكنه أن يحذو على نسقها للطف مباني وظرف معاني. فحرك جمادى بذكرى هذه المعاني
وفي صبيحة يوم الحادي والعشرين من جمادى الأولى، فتح الأحد، بقصيدة اقتفيت فيها أثر العارف الأوحد، سيدي محي الدين بن العربي المفرد، التي ذكرتها في ترجمان أشواقها الذي يتوقد، ومطلعها:
بأبي الغصون المائسات عاطفا ... العاطفات على الخدود سالفا
وهي قصيدة حارقة المعاني، خارقة المباني، صحيحة الأفاظ، مريضة الألحاظ، تقتل العاشق وتحبى الناشق، تخطف الألباب رشاقتها، وتسكر الحجاب لطافتها، معارضها به عارض، ولو بلغ رقة ابن الفارض، هذا والقصد التشرف بالاقتفاء، والتعرف باتباع أهل الوفاء وإني لمعترف بالقصور، عن ارتقاء هذه القصور، مغترف من بحر البحور، ودر النحور، مقر أن قصيدته الثريا وقصيدتي الثرا، متبرك بنفسه الذي في عالم الأنوار سرى، ومطلعها:
قال الشيخ لا فض فوه:
بأبي وامي من جلبن متلفا ... وجلين كأسا قد أعان التالفا
وفي عشية ليلة الثالثة والعشرين من جمادى الثاني، جاد الحق على عبده الحاني، بقصيدة اقتفيت بها أثر العالم الرباني، سيدي محي الدين محمد بن علي العربي الداني، في قصيدته التي أودعها ترجمانه الحاوي، ومطلعها: