للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الصهيونية هي الخطر الأول]

في حاضر الشرق العربي ومستقبله

للأستاذ عمر حليق

قد يكون الكاتب أو القارئ العربي أو كلاهما مصابا بمركب (اليهودية) إذا جاز لنا استعارة هذا التعبير من مصطلح علماء النفس، ولكن أي تعليل لا يعترف بأن المشكلة الصهيونية هي الخطر الأول في حاضر الشرق العربي ومستقبله لا ينصف الحقيقة ويساير منطق الحوادث والأشياء.

ولنترك الشرق العربي، ولنترك فلسطين لنتعرف على لون من ألوان الخطورة التي تحكيها اليهودية العالمية في أمريكا وهي البلاد التي بلغ اليهود فيها أوج النفوذ وما يتبعه من رخاء وقوة وجاه.

في هذه الحرب الباردة التي يشنها الروس والأنجلوسكسون في برلين وهيئة الأمم وأقصى القارة الأسيوية وفي كل ناحية من نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية تلعب دور اليهودية العالمية بالنار لعبة أكبر الظن أنها ستحرق نفسها مرة ثانية في أقل من عشرين سنة. أين تقف اليهودية العالمية - وهي عالمية منظمة كما تشهد بذلك فلسطين - أين تقف من هذا الصراع؟

إن النزاع بين الماركسية السوفيتية وبين الديمقراطية الأنجلوسكسونية حقيقة لا مفر لكلتيهما من التسليم بها.

فالماركسية السوفيتية وما علق بها من فلسفة لينين وستالين نعترف في تحليلاتها الاقتصادية والفلسفية والقانونية والسياسية بأن بقاء الشيوعية وحياتها ستظل معرضة للخطر، خطر الفشل ثم الانحلال والدمار، وما لم تحول العالم بأسره إلى الشيوعية عن طريق الثورة وما يسبقها من ممهدات. فهي بذلك حركة توسع من نوع مستحدث وخطير معاً. ولن تنفع في دفع هذه الحقيقة ملايين الخطب والتصريحات التي تصدر عن موسكو وعن فيشينسكي من منابر الأمم المتحدة. ذلك لأن هذا التوسع منصوص عليه في التعاليم الشيوعية وفي الدساتير الشيوعية وفي ثورات الشيوعية وكتبها المقدسة وفي ماركس وأنجلس ولينين وستالين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>