والرأسمالية الغربية، وإن لم تكن دساتيرها وفلسفتها السياسية وأنظمتها الاقتصادية تتطلب مثل هذا التوسع السوفيتي - فالغرب توسع استعماري تقليدي من نوع مماثل في السوء - إلا أن هذا التحدي السوفيتي يضع الديمقراطية الغربية في نفس الوضع الهجومي الذي تقف فيه روسيا السوفيتية، ويجعل أمريكا وهي معقل هذه الديمقراطية في هذه الأهبة التي تستعد فيها المواجهة للتوسع السوفيتي ولسحقه وإبادة الماركسية التروروية من الوجود في المراحل النهائية إذا استطاعت ذلك.
أين يقف اليهود، وهم قومية لها في كل معسكر جالية ضخمة العدد، قوية النفوذ؟
في روسيا نفسها نجد العنصر اليهودي في الحزب الشيوعي وفي ألسنته الشعبية والفكرية بارزاً أشد البروز.
فرئيس تحرير برافدا، واسفستيا، وكبار المعلقين في راديو موسكو، وكبار كتاب المقالة السياسية (أمثال اهرتبرغ) يهود، ومراسلا تاس في أمريكا وفي هيئة الأمم يهوديان كذلك.
وفي بولندا يبرز العنصر اليهودي في النظام الشيوعي القائم هناك أشد البروز في وجه مجتمع كاثوليكي يمقت بحكم تعاليمه وتأصل التقوى فيه الشيوعية مقتاً - لعل الفاتيكان خير من عبر عنه في أكثر من مناسبة.
وعلى سبيل المثال فإن الوفد البولندي لهيئة الأمم مؤلف من خمسة أعضاء رئيسين كلهم يهود.
وفي رومانيا مدام بوكر وزيرة الخارجية (وهي ابنة حاخام) تحكم البلاد حكم السيد المطلق السلطة.
وكان اليهود في انقلاب تشيكوسلوفاكيا اليد الطولى، وفي هنغاريا وقسم الاحتلال في النمسا وألمانيا عددهم ونفوذهم في الحكم والتوجيه الفكري والسياسي ظاهر.
ترى ما مبلغ عداء العناصر القومية في تلك البلدان لهذه السيطرة اليهودية؟ لا يمكنك أن تجد الجواب في الصحف المحلية - فهذا غير معقول - ولا تجده كذلك في الصحف الأجنبية في الدول الديمقراطية، فكلمة (اللاسامية) أصبحت - بفضل الضغط والدعاية اليهودية المنظمة - وسيطرتهم على معارض الإعلان ودور النشر والإذاعة والسينما، وباء لا يلمسه المعلقون والكتاب في العالم الغربي إلا ويضعون مستقبلهم الأدبي والاقتصادي في