يد (الجستابو) اليهودي الذي يطلق على نفسه في أمريكا (مجمع مقاومة التشهير) وميزانيته للسنة الحالية، ٦ ملايين دولار!
ولكن الظاهرة الخطيرة أن هذا الضغط، هذا الجستابو اليهودي بشدته وجبروته أخذ يدفع العناصر الجريئة في أمريكا إلى أن تحاربه بنفس السلاح - بالتشهير على طريقة جوبلز. ففي النشرة الأخيرة التي أصدرها هذا المجمع اليهودي نفسه يعترف بأن موجة العداء ضد اليهود في أمريكا قد ارتفعت ارتفاعاً مخيفاً.
وهذه الظاهرة تدعو إلى التساؤل: ذنب من هذا؟ ذنب اليهود أم غير اليهود؟ الجواب أن الذنب على الغطرسة، وعلى روح التحدي والخداع والمواربة التي تتملك العقلية اليهودية في كل مكان وفي كل جيل فتجلب على اليهود وعلى المجتمع الذي يأويهم فوضى الشغب العنصري الذي بليت به ألمانيا في ظل النازية، وبليت به روسيا العنصرية، وأسبانيا الكاثوليكية من قبل، وتبلى به العراق مثلاً اليوم.
قلنا إن النزاع بين الشيوعية السوفيتية والرأسمالية الأمريكية حقيقة لا مفر من التسليم بها على شناعتها. واليهود في أمريكا يعلمون ذلك ويعلمونه أكثر من كل المواطنين، وذلك لأن وعيهم السياسي شديد فهو يتمشى مع عقليتهم ونشاطهم الاقتصادي. ولكن أين يقف اليهود؟
اليهود هم العنصر الرئيسي في الحزب الشيوعي الأمريكي، وذلك بشهادة هذه التحقيقات التي لا تزال اللجنة البرلمانية الأمريكية تلاحقها منذ أكثر من سنة. واليهود وراء حزب هنري والاص وهو حزب مهادنة الروس بأي ثمن.
ونسبة اليهود الذين يدرسون النظريات الماركسية والسوفيتية في الجامعات ومعاهد العلم الأمريكية عالية جداً، والكتاب الذين يعالجون مواضيع العلاقات السوفيتية والأمريكية بروح العطف تجد نسبة اليهود بينهم عالية جداً، ولذلك كان من الصعب، بل من المستحيل على الأصوات الأمريكية الخافتة التي تفهم قضية فلسطين وقضايا العالم العربي أن تقنع الرأي العام الأمريكي بخطورة محالفة موسكو والصهيونية في فلسطين، على المصالح الأمريكية.
ولذلك كان من الصعب جداً على خبراء السياسة الفكرية في أمريكا وبريطانيا أن ينجحوا في ضم إسبانيا إلى البرنامج العسكري لأوربا الغربية.
وحتى في مشكلة برلين، حيث التوتر على أشده يقف والترليمان وهو معقب سياسي يهودي