للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من غزل الفقهاء]

للأستاذ علي الطنطاوي

(بقية ما نشر في العدد الماضي)

واسمع يا سيدي أنشدك ما يحضرني من غزل الفقهاء، لا أستقصي ولا أعمد إلى الترتيب، وإنما أروي لك ما يجيئني، وما يدنو مني مصدره.

هذا أبو السعادات أسعد بن يحيى السنجاري الفقيه الشافعي المتوفى سنة ٦٢٢ هـ فاسمع من شعره ما ترقص له القلوب، وتطرب الألباب: حلاوة ألفاظ، وبراعة معنى، وحسن أسلوب، قال من قصيدة له:

ومن هواك ما خطر السلو بباله ... ولأنت أعلم في الغرام بحاله

ومتى وشى واش إليك بأنه ... سال هواك فذاك من عذاله

أو ليس للكلِف المعنى شاهد ... من حاله يغنيك عن تسآله

جددت ثوب سقامه، وهتكت ستر غرامه، وصرمت حبل وصاله

أفزلة سبقت له أم خلة ... مألوف من تيهه ودلاله

وهذا الإمام الصوفي عبد الله بن القاسم الشهرزوري الملقب بالمرتضى أفما قرأت قصيدته:

لمعت نارهم وقد عسس الليل ... ومل الحادي وحار الدليل

التي لم يقل في معاني أهل الطريق مثلها، والتي نطاول بها أعلى شعراء (الرمزية) منكباً، ونسابق بها أوسعهم خطوة؟

أو ما سمعت شعره؟ هاك منه قوله:

فعاودت قلبي أسأل الصبر وقفه ... عليها فلا قلبي وجدت ولا صبري

وغابت شموس الوصل عني وأظلمت ... مسالكه حتى تحيرت في أمري

وهاك قول ظهير الدين الأهوازي الوزير الفقيه، تلميذ أبي إسحاق الشيرازي:

وإني لأبدي في هواك تجلدا ... وفي القلب مني لوعة وغليل

فلا تحسبن أني سلوت فربما ... ترى صحة بالمرء وهو عليل

وقول آبي القاسم القشيري الإمام الصوفي العلم:

<<  <  ج:
ص:  >  >>