للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

زكي طليمات المفترى عليه

للأستاذ عبد الفتاح البارودي

كنت آمل أن أستقبل الموسم المسرحي الجديد بما استقبلت به الموسمين الماضيين من بشر وتفاؤل. بل كنت آمل أن أزداد بشراً وتفاؤلاً كما تقضي بذلك سنة التطور. غير أن الأحداث التي تواجه المسرح المصري في الآونة الراهنة تدعوني مع الأسف الشديد إلى الحزن والأسى إشفاقاً على مصيره. ذلك لأنها ليست من قبيل الأحداث الكثيرة التي واجهت مختلف المسارح في مختلف الأمم حينما كانت في دور التكوين، وإنما هي أحداث مفتعلة من شأنها - لو تحققت مراميها - تقوض مسرحنا وتدمر كيانه وتجهز على حاضره ومستقبله، وتعصف بالجهود المضنية التي بذلها المخلصون من رجاله حتى وصل إلى ما وصل إليه من ارتقاء نسبي ولعله من العجيب أن تحدث هذه الأحداث في الوقت الذي تطالب فيه البلاد بتطهير مرافقها - والمسرح في مقدمتها - من الجهل والفوضى، بل الأعجب من ذلك أن تحدث هذه الأحداث باسم التطهير دون أن يفطن مفتعلوها إلى الفارق الجسيم بين التطهير والتدمير

بدأت هذه الأحداث عملياً منذ منتصف الشهر الماضي عقب أو أوفدت قيادة الجيش الباسلة مندوباً عنها إلى الهيئات الفنية ليعاونها في استنقاذ النشاط الفني من براثن الرجعية وتوجيه الفنون وجهة قومية تحقق بها وظيفتها المثلى. وكم كان غريباً ومريباً أن يجتمع ممثلو الفرقة المصرية وفرقة المسرح الحديث لا ليعملون على تحقيق هذه التوجيهات القويمة؛ ولكن ليقدموا إلى ولاة الأمور مذكرات لا تمس الفن والإصلاح الفني إلا بقدر ضئيل، وهي بعد ذلك تتضمن مطالب ينحو بعضها منحى شخصياً ويستهدف غايات غير فنية وينطوي على مثالب وترهات يندى لها الجبين. وليس أدل على ذلك من أن يطعن ممثلو فرقة المسرح الحديث عميدهم (زكي طليمات) طعنات قاتلة! والأدهى من ذلك أن يطالبوا بتنحيته عن إدارة الفرقة التي تعتبر ثمرة جهاده الفني

وأبادر فأؤكد أنني لا أبتغي الدفاع عن تصرفاته ولا أبتغي مهاجمة أعضاء الفرقة في وضعهم الجديد الذي استقروا عليه الآن، بل لا أبتغي تناول النواحي الشخصية التي انزلقوا

<<  <  ج:
ص:  >  >>