للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

قصة أوديب في الآداب المختلفة:

ألقى الدكتور طه حسين بك محاضرة عنوانها (قصة أوديب في الآداب المختلفة) بنادي الخريجين المصري يوم الجمعة الماضي. فبدأ بتلخيص قصة أوديب كما وضعها سوفوكل في أوائل القرن الخامس قبل المسيح، وحوادث القصة - كما هو معروف - تدور حول أوديب ابن الملك لايوس ملك طيبة، وصراعه مع الأقدار التي قضت بأن ينشأ بعيداً عن والديه، ثم تسوقه إلى حيث يقتل أباه وهو لا يعلم بأنه أبوه، ثم يتزوج أمه وهو لا يعلم أنها أمه، ويولد له منه أربعة أولاد، ثم يعلم أن أولاده هم أخوته لأمه. . . الخ

ثم قال الدكتور طه: أن سوفوكل صور في هذه القصة الصراع بين القضاء المحتوم والإرادة الإنسانية المختارة، وبين ذلك في مواقف القصة المختلفة. وقال إن الأسطورة كتبها كثيرون في القديم وفي الحديث، حتى لم تخل منها لغة من اللغات الحية في العالم الغربي، وقد أتيح للعربية أن تشارك في هذه الجهود، فترجمت (الدكتور طه) إليها قصة سو فوكل وقصة أندريه جيد. وجاء أخيرا الأستاذ توفيق الحكيم فكتبها بالعربية، وأنا سأقصر الحديث إلى قصتين هما قصة جان كوكتو وقصة أندرية جيد، وقد وضعتا في وقت واحد تقريبيا حوالي سنة ١٩٣٠.

ثم حلل قصة جان كوكتو وقال إنه جمح فيها إلى الفن ولم يعن بالفكرة الفلسفية، فقد صور جوكاستا (أم أوديب) امرأة مرحة ماجنة تعشق الكاهن ترسياس وتتغزل فيه، وقد أهمل جان كوكتو الفكرة الفلسفية القديمة في القصة واتجه نحو فلسفة فرويد فيما يكون من الأحاسيس الخفية بين الأمهات والأبناء. وأنتقل الدكتور بعد ذلك إلى قصة أندرية جيد إنه أمضى القصة كما أمضاها سوفوكل ولكنه جعل أولاد أوديب من شباب العصر الحديث يندفعون إلى التجديد في كل شيء، وجعل الصراع بين الدين ممثلا في الكاهن ترسياس وبين أوديب الملك الذي لا يؤمن إلا بنفسه وعقله وشعوره ووجدانه.

ثم قال إنه يفضل قصة أندرية على قصة جان كوكتو. ويفضل على الاثنين قصة سوفوكل.

وبعد ذلك وصل الدكتور طه إلى الأستاذ توفيق الحكيم فقال إنه يسره أن يحاول الأستاذ

<<  <  ج:
ص:  >  >>